" أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ". اهـ. وهذا الحديث متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها. وهذه حجة أخرى في كراهة قراءة القرآن في أقل من ثلاث؛ لما يخشى من فتور الهمة، وعدم استطاعة المداومة عليها إلا بمشقة؛ كما وقع لعبد الله بن عمرو، حتى كان يقول لما كبر: وددت أني كنت قبلت رخصة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فاقبلوا أيها المسلمون! رخصة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي هي من الله تعالى؛ فـ: " إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه ". كما ثبت في الحديث الصحيح. وصدق الله العظيم إذ وصف رسوله الكريم بأنه {بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} . (١) هذا قطعة من حديث ابن عمرو: عند أحمد وغيره - كما سبق تخريجه -. وقد ذكر هذه القطعةَ المنذري في " الترغيب " (١/٤٦) من حديث عبد الله بن عُمر - كذا بضم العين بدون واو بعد الراء، ولعلها سقطت من الناسخ أو الطابع! -. ثم قال: " رواه ابن أبي عاصم، وابن حبان في " صحيحه " ". قلت: وكذلك أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (٢/٨٨) ، وكذا أحمد (٢/٢١٠) عن شعبة: أخبرني حُصَين: سمعت مجاهداً يحدث عن عبد الله بن عمرو به. ثم أخرجه الطحاوي من طريق هُشَيم: ثنا حصين به. وكذلك رواه أحمد - كما سبق في أثناء الحديث -، واللفظ له.