للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونهاه أن يقرأه في أقل من ذلك (١) . وعَلَّلَ ذلك في قوله له:

" من قرأ القرآن في أقل من ثلاث؛ لم يفقَهْهُ ". وفي لفظ:

" لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث " (*) . ثم في قوله له:

" فإن لكل عابد شِرَّةً (٢) ، ولكل شِرَّةٍ فترة؛ فإما إلى سنة، وإما إلى

بدعة. فمن كانت فترته إلى سنة؛ فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير


- كما سبق [ص ٥١١]- يقرؤه في أقل من ذلك، ولنا به أسوة حسنة.
(١) هذا مفهوم من سباق القصة وسياقها، ومع ذلك؛ فقد رواه الدارمي (٢/٤٧١)
بلفظ:
أمرني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا أقرأ القرآن في أقل من ثلاث.
أخرجه من طريق عبد الرحمن بن زياد: ثني عبد الرحمن بن رافع عن ابن عمرو.
وهذا سند ضعيف، لكن المعنى صحيح؛ لما ذكرنا.
وله شاهد من حديث ابن مسعود. وقد ذكرناه قريباً [ص ٥٢٠] .
(*) انظر تخريجه (ص ٥١٩ - ٥٢٠) .
(٢) بكسر الشين المعجمة، وتشديد الراء، وبعدها تاء تأنيث؛ هي: النشاط
والهمة. وشِرَّةُ الشباب: أوّله وحِدّته. كذا في " الترغيب ".
وقال الطحاوي:
" هي: الحِدَّة في الأمور التي يريدها المسلمون من أنفسهم في أعمالهم التي يتقربون
بها إلى ربهم عز وجل، وإن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحبَّ منهم فيها ما دون الحِدّة التي لا بد لهم
من القصر عنها، والخروج منها إلى غيرها، وأمرهم بالتمسك من الأعمال الصالحة بما قد
يجوز دوامهم عليه، ولزومهم إياه؛ حتى يَلْقَوا ربهم عز وجل، وروي عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كشف

<<  <  ج: ص:  >  >>