للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

..............................................................................


جميع من رواه عن طلحة، وكذلك هو في الطرق الأخرى والشواهد.
قوله: " زينوا القرآن بأصواتكم "؛ أي: قراءته بأصواتكم؛ أي: بتحسين أصواتكم
عند القراءة؛ فإن الكلام الحسن يَزيد حُسناً وزينةً بالصوتِ الحسن، وهذا مشاهد. كما
قال السندي.
وأما حمل الحديث على القلب؛ أي: زينوا أصواتكم بالقرآن. فمما لا ضرورة لهذا
التأويل؛ إذ إنه خلاف الأصل، والرواية التي وردت على القلب شاذة؛ مخالفة لجميع
روايات الثقات - كما سبق -. وهي أيضاً تنافي الزيادة المذكورة:
" فإن الصوت الحسن يزيدُ القرآنَ حسناً ". فإنها تعلل الأمر بتحسين الصوت عند
قراءة القرآن، وهو أنه يزيد القرآن حسناً؛ فالزينة للقرآن لا للصوت، خلافاً لما قاله
المناوي.
ويشهد لذلك أيضاً حديث أنس، وابن عباس - وأحدهما يقوي الآخر -:
" لكل شيء حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن " (*) . قال الشيخ علي القاري:
" يعني: كما أن الحُلَلَ والحُلِيَّ يزيد الحسناء حسناً، وهو أمر مشاهد؛ فدلَّ على أن
رواية العكس - ويعني: " زينوا أصواتكم بالقرآن " - محمولة على القلب، لا العكس.
فتدبر. ولا منع من الجمع ". اهـ. قال في " فيض القدير ":
" وفي أدائه بحسن الصوت وجودة الأداء بَعْثٌ للقلوب على استماعه وتدبره
والإصغاء إليه. قال التُّورْبِشْتي:
هذا إذا لم يخرجه التغني عن التجويد، ولم يصرفه عن مراعاة النظم في الكلمات
والحروف، فإن انتهى إلى ذلك؛ عاد الاستحبابُ كراهةً.

<<  <  ج: ص:  >  >>