وقال ابن عبد البر: الوجه عندي في هذا - والله أعلم - تعظيم فضل الذكر، وأنه يحط الأوزار، ويغفر الذنوب، وقد أخبر الله عن الملائكة أنهم يستغفرون للذين آمنوا، فمن كان منه من القول مثل هذا بإخلاص، واجتهاد، ونية صادقة، وتوبة صحيحة؛ غفرت ذنوبه إن شاء الله تعالى. قال: ومثل هذه الأحاديث المشكلةِ المعاني البعيدةِ التأويلِ عن مخارج لفظها واجبٌ رَدُّها إلى الأصول المجتمع عليها. كذا في " التنوير ". (٢) هو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إذا قال الإمام: (سمع الله لمن حمده) . فقولوا: (اللهم ربنا! لك الحمد) . فإنه ... " الحديث. أخرجه مالك (١/١١١) ، ومن طريقه البخاري (٢/٢٢٥ - ٢٢٦) ، ومسلم (٢/١٧) ، و {أبو عوانة [٢/١٧٩] } ، وأبو داود (١/١٣٥) ، والنسائي (١/١٦٢) ، والترمذي (٢/٥٥) ، والطحاوي (١/١٤٠) ، والبيهقي (٢/٩٦) - كلهم عن مالك - عن سُمَيٍّ مولى أبي بكر عن أبي صالح السَّمَّان عنه. وأخرجه أحمد (٢/٤١٧) من طريق سُهيل عن أبيه به نحوه، وفيه: " اللهم ربنا! ولك الحمد ". بزيادة الواو. وإسناده صحيح على شرط مسلم. وله عند مسلم (٢/٢٠) ، و {أبي عوانة [٢/١٠٩] } طريق أخرى روياه عن شعبة عن يعلى بن عطاء: سمعتُ أبا علقمة: سمعت أبا هريرة به نحو حديث مالك.