" أراد به كون السجود عدلاً باستواء الاعتماد على الرجلين، والركبتين، واليدين، والوجه، ولا يأخذ عضو من الاعتدال أكثر من الآخر. وبهذا يكون ممتثلاً لقوله: " أمرت بالسجود على سبعة أعظم ". وإذا فرش ذراعيه فَرْشَ الكلب؛ كان الاعتماد عليهما دون الوجه؛ فيسقط فرض الوجه ". انتهى. قلت: وهذا المعنى قد جاء منصوصاً عليه في حديث ابن عمر الآتي في الأصل: " فإنك إذا فعلت ذلك؛ سجد كل عضو منك معك ". وقد ذكر نحوه ابن دقيق العيد فقال: " لعل المراد بالاعتدال هنا: وضع هيئة السجود على وفق الأمر؛ لأن الاعتدال الحسي المطلوب في الركوع لا يتأتى هنا؛ فإنه هناك استواء الظهر، والعنق، والمطلوب هنا ارتفاع الأسافل على الأعالي. قال: وقد ذكر الحكم هنا مقروناً بعلته؛ فإن التشبه بالأشياء الخسيسة يناسب تركه في الصلاة ". انتهى. والهيئة المنهي عنها أيضاً مشعرة بالتهاون وقلة الاعتناء بالصلاة. اهـ. من " فتح الباري " (٢/٢٤٠) . وقد قال الترمذي - بعد أن ساق الحديث -: " والعمل عليه عند أهل العلم؛ يختارون الاعتدال في السجود، ويكرهون الافتراش كافتراش السبُع ". (٢) هو من حديث أنس رضي الله عنه. أخرجه البخاري (٢/٢٤٠) ، ومسلم (٢/٥٣) ، وأبو داود (١/١٤٣) ، والنسائي (١/١٦٧) ، والدارمي (١/٣٠٣) ، والطيالسي (٢٦٦) ، وعنه الترمذي (٢/٦٦) وصححه،