للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبلي يعظمون ذلك؛ إنما كانوا يصلون في كنائسهم وَبِيَعِهم] " (١) .


يقول: دل الحديث على أنه يصلي، وأنا أقول بذلك، فيصلي على الحالة، وَيَرِدُ عليه
حديث الباب، فإنه بلفظ:
" فعنده مسجده، وعنده طهوره ".
وقد ذهب إلى تخصيص التيمم بالتراب: العترةُ، والشافعي، وأحمد، وداود. وذهب
مالك، وأبو حنيفة، وعطاء، والأوزاعي، والثوري إلى أنه يجزئ بالأرض وما عليها ".
قلت: وهو مذهب ابن حزم في " المحلى " (٢/١٥٨ - ١٦١) .
(١) هو قطعة من حديث أبي أمامة: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
" فضَّلني ربي على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - أو قال: على الأمم - بأربع - قال -:
أرسلت إلى الناس كافة. وجعلت الأرض ... " الحديث، وتتمته:
" ... ونصرت بالرعب مسيرة شهر؛ يقذفه في قلوب أعدائي، وأحل لنا الغنائم ".
أخرجه أحمد (٥/٢٤٨) ، والبيهقي (٢/٤٣٣ - ٤٣٤) عن سليمان التيمي عن سَيّار
عنه.
وهذا إسناد جيد. رجاله رجال الستة؛ غير سَيَّار هذا - وهو الشامي مولى معاوية -؛
فمن رجال الترمذي وحده، وصحح له، ووثقه ابن حبان، وقال في " التقريب ":
" صدوق ".
ولهم شيخ آخر يقال له: سَيّار؛ ولكنه بصري، من كبارأتباع التابعين. أخرج له
الستة، وإنما ذكرته؛ لأنه روى معنى هذا الحديث عن جابر، ولم يُنسَب في الرواية، كما
لم ينسب سَيّار في هذا الحديث، فربما ظنهما بعضُ من لا تمييز له واحداً؛ فيظن أن في
الإسناد اختلافاً، وليس كذلك. أفاده الحافظ في " الفتح " (١/٣٤٦) ، ثم ذكر أن إسناد

<<  <  ج: ص:  >  >>