اعتقاده وعمله؛ فهو الذي تحقق بمعنى لا إله إلا الله، وهو الذي يستحق أجر قائلها، وتنفعه من دهره يوماً ما - كما جاء في الأحاديث النبوية -. وهذا بحث عظيم قد أُلِّفَتْ فيه كتب، ورسائل شتى؛ لأهميته، وخطورة شأنه، فمن شاء التوسع في ذلك؛ فليراجع " تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد " للإمام الصنعاني - وغالب ما كتبناه مأخوذ عنه -، و " تجريد التوحيد " للمقريزي، و " حجة الله البالغة "، وكتب شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم. (١) اعلم أن هذه الشهادة قد جمعت له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صفتين لا يتم إيمان المرء به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا إذا تحقق بمعناهما. الأولى: كونه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبداً لله تعالى، كغيره من عباده تعالى، فهو مثلهم من هذه الناحية، كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} . وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنما أنا بشر مثلكم؛ أنسى كما تنسون، فإذا نسيت؛ فذكروني " (١) . وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تُطْروني، كما أَطْرَتِ النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد. فقولوا: عبد الله ورسوله " (٢) . ولذلك فلا يجوز لمسلم يشهد هذه الشهادة أن ينزله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منزلة فوق التي أنزله الله تعالى فيها؛ فإن ذلك مما لا يرضاه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما قال في الحديث: " أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله، والله! ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل " (٣) . ولا أن يمدحه إلا بما مدحه الله به، أو بما صحت به