للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧- " اللهمَّ! صلِّ على محمدٍ، وعلى آلِ محمدٍ، وباركْ على محمدٍ،

وعلى آلِ محمدٍ؛ كما صليتَ وباركتَ على إبراهيمَ، وآلِ إبراهيمَ، إنك

حميدٌ مجيد ".


أما على الأول؛ فلثبوت الأمر بذلك في غير هذا الحديث، وليس في هذا الحديث
المنع منه؛ بل أخرج عبد الرزاق من طريق ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن
حزم عن رجل من الصحابة الحديث المذكور بلفظ:
" صل على محمد، وأهل بيته، وأزواجه، وذريته ".
وأما على الثاني؛ فواضح. واستدل به البيهقي على أن الأزواج من أهل البيت،
وأيده بقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ} ".
قلت: استدلال البيهقي صحيح - كما بين ذلك ابن القيم في " الجلاء " (١٤٤) -.
وأما قول الحافظ: إن الحديث لا يدل على المنع من ذكر الآل. فصواب أيضاً، لكن ليس
هذا هو موضع النزاع؛ بل هو: هل يجب ذكره أم لا؟ فعلى أساس أن الآل هم غير أزواجه
وذريته؛ فالحديث صالح للاحتجاج على عدم وجوب ذكر الآل، ووروده في أكثر الأحاديث
يدل على الاستحباب، ويدل على أن ذلك ليس بواجب النوعُ الخامسُ (*) ؛ فإنه لم يذكر
فيه الآل ولا الأزواج والذرية؛ فلعل ذلك مِسَاك من ذهب إلى جواز الاقتصار على
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دون آله - كالشافعية -، لكن دعواهم أعم مما يفيده الحديث؛ فإنهم يقولون: " لو
قال: اللهم! صل على محمد؛ أجزأه "! وهذا القدر لم يرد مطلقاً في صفة من صفات
الصلاة عليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي علمها إيانا؛ فدعواهم على هذا الوجه لا دليل عليها. فاعلم ذلك.
٧- هو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قلنا: يا رسول الله! كيف نصلي عليك؟ قال: " قولوا: ... " فذكره. وفي آخره:

<<  <  ج: ص:  >  >>