للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

..............................................................................


قلت: كذا في نسختنا من " الفتح ": (سعيد بن سليمان) ، ولعله تحريف من الناسخ
أو الطابع. ومما ذكرناه تعلم أن قول السخاوي في " الحرز المنيع " (١٧) :
" حديث حسن، ورجاله رجال " الصحيح " ".
ليس بحسن، ولا كل رجاله رجال " الصحيح "؛ فتنبه، ولا تغتر به. ولهذا قال أبو
بكر بن العربي في " عارضة الأحوذي في شرح الترمذي " (٢/٢٧١) :
" حذارِ حذارِ من أن يلتفت أحد إلى ما ذكره ابن أبي زيد؛ فيزيد في الصلاة على
النبي عليه الصلاة والسلام: وارحم محمداً. فإنها قريب من بدعة؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم
الصلاة بالوحي؛ فالزيادة فيها استقصار له، واستدراك عليه، ولا يجوز أن يزاد على
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرف، بل إنه يجوز أن يترحم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل وقت ".
وتعقبه بعضهم بحديث أبي هريرة هذا، وقد علمت أنه ضعيف؛ فلا يجوز
الاحتجاج به، لا سيما في مخالفة أصل متفق عليه، وهو ما أفاده قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رد ". متفق عليه.
ومنه تعلم حكم زيادة لفظة: (سيدنا) في هذه الصلوات - كما عليه كثير من الناس
من الشافعية وغيرهم -. وقد اختلف العلماء في ذلك - كما سيأتي بيانه في الفوائد
الآتية.

<<  <  ج: ص:  >  >>