على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال له: وأنا أقول: الحمد لله، والصلاة على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن ما هكذا علمنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه الترمذي. هذا، ونحن نعلم أن السلف الصالح من الصحابة والتابعين لم يكونوا يتعبدون الله تعالى بتسويده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة، وهم قطعاً أشد تعظيماً له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منا، وأكثر له حباً، ولكن الفرق بينهم وبيننا أن حبهم وتعظيمهم عملي باتباعه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ كما هو نص قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} . وأما حبنا؛ فلفظي شكلي. فإذا كان السلف لم يتعبدوا بذلك؛ فليس لنا أن نفعل. وقد قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فلا تَعبدوها. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: اتبعوا، ولا تبتدعوا؛ فقد كُفِيْتُم، عليكم بالأمر العتيق. والأمر العتيق: هو الاقتصار على ما صح عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأوراد والأذكار؛ بدون أدنى زيادة، مهما كان نوعها؛ ولذلك قال الحافظ: " اتباع الآثار الواردة أرجح، ولم تنقل - يعني: لفظة السيادة - عن الصحابة والتابعين، ولم تُرو إلا في حديث ضعيف عن ابن مسعود، ولو كان مندوباً؛ لما خفي عليهم ". قال: