عليهم وجاؤوا تائبين؛ فكان قنوته لعارض، فلما زال؛ ترك القنوت ". قال: " ولم يكن يخصه بالفجر، بل كان أكثر قنوته فيها؛ لأجل ما شرع فيها من الطول، ولاتصالها بصلاة الليل، وقربها من السَّحَر، وساعة الإجابة، وللتنزُّل الإلهي، ولأنها الصلاة المشهودة؛ التي يشهدها الله وملائكته، أو ملائكة الليل والنهار - كما روي هذا وهذا في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} - ". (تنبيه) : وأما حديث أنس: ما زال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا. فحديث ضعيف، لا يصح. وإن صححه الحاكم والنووي! فهو ضعيف من قبل أبي جعفر الرازي - راويه - عن الربيع عن أنس. وقد بسط الكلام عليه ابن القيم في " الزاد " (١/٩٩ - ١٠٠) ، والحافظ في " التلخيص " (٣/٤١٧ - ٤١٨) وغيرهما. (فائدة) : قال العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر في تعليقه على " الترمذي " (٢/٢٥٢) : " وقد ترك الناس القنوت في النوازل التي تنزل بالمسلمين، وما أكثرها في هذه العصور في شؤون دينهم ودنياهم! حتى صاروا - من تفرقهم وإعراضهم عن التعاون حتى بالدعاء في الصلوات؛ صاروا - كالغرباء في بلادهم، وصارت الكلمة فيها لغيرهم! والقنوت في النوازل بالدعاء للمسلمين، والدعاء على أعدائهم ثابت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلوات كلها بعد قوله: " سمع الله لمن حمده " في الركعة الآخرة ".