" إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس؛ إنما هو التسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن ". أفيدل عدم أمره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بالإعادة على أن الكلام في الصلاة جائز؟! كلا، ثم كلا! فما يكون جواب ابن عبد البر وأمثاله ممن نحا نحو قوله عن هذا الحديث؛ فهو جوابنا عن حديث فضالة. نعم؛ إن الحديث لا يدل على ركنية الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة؛ بحيث إنه يلزم من تركها بطلانُها، وإنما يدل على الوجوب فقط الذي يأثم تاركه. فتنبه لهذا. والله أعلم. ومن أراد التوسع في هذا البحث؛ فليراجع كتاب " الجلاء " لابن القيم (٢٢٢ - ٢٤٨) ؛ فإنه بحث طويل، فيه فوائد نفيسة، لا تجدها في كتاب. وفي الحديث أن الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الدعاء؛ سبب لاستجابة الدعاء. وقد قال علي رضي الله عنه: كل دعاء محجوب؛ حتى يُصَلَّى على محمد وآل محمد. رواه الطبراني في " الأوسط ". ورجاله ثقات - كما في " المجمع " (١٠/١٦٠) -. وفي الباب آثار أوردها ابن القيم في فصل خاص من " الجلاء " (٢٦٠ - ٢٦١) ، وقد تقدم منها أثر ابن مسعود قريباً.