للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يقول: (اللهم! إِني أعوذ بك] من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن

فتنة المحيا والممات، ومن شر [فتنة] المسيح الدجال) . [ثم يدعو لنفسه بما

بدا له] " (١) .


" وادعى بعضهم الإجماع على عدم الوجوب. وفيه نظر؛ فقد أخرج عبد الرزاق
بإسناد صحيح عن طاوس ما يدل على أنه يرى وجوب هذه الاستعاذة، وذلك أنه سأل
ابنه: هل قالها بعد التشهد؟ فقال: لا. فأمره أن يعيد الصلاة ".
قلت: وقد روى هذا مسلم في " صحيحه " (٢/٩٤) بلاغاً عن طاوس. ثم قال
الحافظ:
" وأفرط ابن حزم؛ فقال بوجوبها في التشهد الأول أيضاً. وقال ابن المنذر:
لولا حديث ابن مسعود: " ثم ليتخير من الدعاء "؛ لقلت بوجوبها ".
أقول: هذا التخيير لا يشمل الاستعاذة من هذه الأربع؛ بدليل أن التخيير جاء
مقيداً بما بعد الفراغ من هذه الأربع - كما سبق -؛ فالحق وجوبها. والله أعلم.
(١) هو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
أخرجه مسلم (٢/٩٣) ، {وأبو عوانة [٢/٢٣٥] } ، وابن ماجه (١/٢٩٤) ، وأحمد
(٢/٢٣٧) ، وعنه أبو داود (١/١٥٥) من طريق الوليد بن مسلم: ثني الأوزاعي: ثنا
حسان بن عطية: ثني محمد ابن أبي عائشة: أنه سمع أبا هريرة يقول: ... فذكره.
وأخرجه الدارمي (١/٣١٠) ، وكذا مسلم من طرق عن الأوزاعي؛ بدون الزيادة الأولى.
ثم أخرجه مسلم، والبيهقي (٢/١٥٤) ، وأحمد (٢/٤٧٧) عن وكيع عنه بالزيادة
الثانية والثالثة.
وأخرجه النسائي (١/١٩٣) ، {وابن الجارود في " المنتقى " (٢٠٧) } عن عيسى بن
يونس عن الأوزاعي به. وفيه الزيادة الأخيرة. وهو في " مسلم " من هذا الوجه، لكنه لم

<<  <  ج: ص:  >  >>