للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونقل السيد صديق حسن خان (-١٣٠٧) عن كتاب (تسلية الفؤاد من قصائد آزاد) للسيد غلام علي بن نوح البلجرامي (١١١٦ - ١٢٠٠) قوله: "وله شرح على البخاري سار في الأنفُس والآفاق سَيرَ الروح، ولعمري لقد عزَّ أن يُلفى له مثل في سائر الشروح، لكن ضاق الوقت عن إكماله، وضنَّ الزمانُ بإفاضة نواله، والنسخة التي نسخها الشيخ بيده الشريفة هي أصل الأصول للنسخ الشائعة في الآفاق، رأيتها عند مولانا محمد أسعد الحنفي المكي من تلامذة الشيخ تاج الدين المكي، ببلدة أركات، كان أخذها الشيخ عن ولد المصنف بالاشتراء، فقلت للشيخ محمد أسعد: هذه النسخة المباركة حقُّها أن تكون في الحرمين، ولا ينبغي أن تُنقل منها إلى مواضع أخرى، لا سيما إلى الديار الشاسعة، فقال الشيخ: هذا الكلام حسنٌ، ولكن ما فارقتها لفَرْطِ محبتي لها. ثم أرسل الشيخ كتبه من أركات إلى أورنقاباد احتياطًا، لِمَا رأى من هيجان الفتنة بتلك البلاد، فوصلت النسخة إلى أورنقاباد، وهي موجودة بها إلى الآن حفظها الله". والبلجرامي صاحب هذا الكلام رحل إلى الحجاز سنة ١١٥٠ وقرأ البخاري على محمد حيات السندي (-١١٦٣)، وكتابه تسلية المصاب في تراجم علماء الهند وأعيانها، هو الفصل الثاني من كتابه (سُبْحَةُ المَرجان في آثار هِندوستان) ألفه بالعربية. وقد رجعنا إلى الطبعة الحجرية للكتاب، فرأينا الكلام فيه عن الشرح لا عن الصحيح، ولم يتعرض السيد البلجرامي لنسخة الصحيح على الإطلاق. وقبل ذلك النقل: "وله شرح على صحيح البخاري سماه ضياء الساري، سار في الأنفُس إلخ". [سبحة المرجان ص ٩٩]. وذكر وفاة محمد أسعد الحنفي المكي في الحرب شهيدًا بعد أن أصابته ستة أسهم في السابع عشر من شهر ربيع الأول سنة ١١٦٤.

وبتحرير هذا النقل يتبين لنا أن وصف نسخة البصري من الصحيح بأنها "هي أصل

<<  <   >  >>