الأصول للنسخ الشائعة في الآفاق" هو في الحقيقة وصف لنسخة شرحه على الصحيح ضياء الساري. وبالمقارنة ما بين خبر السيد صديق حسن خان وخبر السيد عبد الحي نرى أنهما غير متعارضين، لتواردهما على كتابين مختلفين، فالبلجرامي يتحدث عن نسخة شرح البخاري التي بخط البصري وهو ضياء الساري، والسيد عبد الحي يتحدث عن نسخة البخاري، ولا يمكن أن يخطئ السيد عبد الحي في وصفه لما رآه، لأنه كان خبيرًا بالمخطوطات، فالعمدة على كلامه. وبهذا التحرير يكون الجدال حول انتقال نسخة البصري من الصحيح إلى الهند قد رسا على شاطئِ اليقين.
ومالك النسخة هو الشيخ طاهر بن عمر سنبل، سليل بيت علم ورواية، كان طبيبًا ماهرًا، جمَّاعة لنوادر الكتب، وكانت عنده مكتبة نفيسة، ورد في ترجمة له للسيد أنس الكتبي أنه عندما قامت الحرب العالمية الأولى (١٣٣٢/ ١٩١٤) وحوصرت المدينة المنورة هاجر الشيخ وأسرته إلى إستنبول، ولما عاد بعد انتهاء الحرب وجد أن مكتبته قد نُهبت. ولقاءُ السيد عبد الحي الكتاني به كان في رحلة الكتاني الأولى إلى الحج آخر سنة ١٣٢٤ وأول سنة ١٣٢٥، بعد صدور الطبعة السلطانية وقبل الحرب العالمية الأولى.
ومن النسخ التي حُفظت وصورت حديثًا نسخة إسماعيل بن علي البقاعي (-٨٠٦)، في مكتبة كوبريلي برقم ٣٣٥. اعتمد ناسخها على عدة نسخ كانت اليونينية إحداها.
ولم يقتصر انتشار النسخة اليونينية على المشرق، بل امتد إلى المغرب، واشتغل المغاربة بروايتها إلى جنب رواية ابن سعادة عن الإمام الصدفي. جاء في ترجمة الإمام أبي العباس أحمد بن الشيخ محمد ابن ناصر الدرعي (١٠٥٧ - ١١٢٩) أنه هو الذي أدخل النسخة اليونينية من الصحيح للمغرب، اشترى فرعًا منها بثمانين دينارًا ذهبًا من مكة المكرمة، وهو نسخة عُشارية بخط مشرقي فرغ من نسخها إبراهيم بن علي