للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسْرع فَأَما المسهل الْمخْرج للخلط الْفَاعِل لِلْعِلَّةِ فَلَا يَنْبَغِي أَن يمْنَع مِنْهُ من أجل عمل الطبيعة فِيهِ وَفِي الْمَرَض فأذا انْفَرَدت بِالْمرضِ فَلَا يَنْبَغِي أَن نمْنَع من المسهل من أجل انْتِظَار النضج بل يُعْطي أَن أمكن الزَّمَان وَالْوَقْت وَالْحَال وَلَا تؤخره الْبَتَّةَ.

قَالَ: وَقد سقيت مَرَّات فِي ابْتِدَاء الحميات الغب سقمونيا مَعَ اهليلج أصفر فَلَيْسَ أَنما خففت النّوبَة بعد ذَلِك فَقَط بل صَارُوا فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى أَن لم ترجع النّوبَة بعْدهَا وبرؤا برءاً تَاما وَكَذَلِكَ استفرغت بالقيء صفراء فَمِنْهُ مَا خفف النّوبَة وَمِنْه مَا قلعهَا وَقد سقيت فِي أول الرّبع أخلاطاً يخرج السَّوْدَاء فَلم يطلّ بِهِ فَانْتَفع بِهِ وبرأ بِسُرْعَة وَكَذَا استفرغت بالقيء صفراء فَخفف ذَلِك فِي يَوْم النّوبَة وَصرف الْحمى آخرا وسقيت فِي قيء ربع فاستفرغت السَّوْدَاء فبرؤا.

أَي أستخراج من كتاب أَصْنَاف الحميات: الحميات إِمَّا أَن تكون من أَسبَاب نفسية إِذا أفرطت كالغم والسهر والفكر أَو من أَسبَاب طبيعية مثل أَخذ شَيْء حَار من دَاخل أَو خَارج أَو حَرَكَة حيوانية كالغضب أومن فَسَاد هَوَاء كالموتان أَو من امتلاء أَو من تخم أَو أورام حارة أَو أكثار شراب.

من أَصْنَاف الحميات قَالَ: الْحمى هِيَ مرض من سوء مزاج وَهَذَا السوء مزاج يكون إِذا صَار فِي الْقلب حرارة خَارِجَة عَن المجرى الطبيعي وَهَذِه الْحَرَارَة تصير فِي الْقلب على ثَلَاثَة أَجنَاس إِمَّا فِي جرمه أوفي رطوبته أَو فِي أرواحه. ٣ (الْفرق بَين حميات العفن وَغَيرهَا) قَالَ فِي كتاب أَصْنَاف الحميات: مماهو خَاص للعفونة أَلا يتقدمها سَبَب باد فَأن ذَلِك لَيْسَ لوَاحِد من الجنسين الآخرين يَعْنِي الدق واليومية لِأَن جَمِيع الحميات يتقدمها سَبَب باد وَأما حميات الدق فقد تكون عَن سَبَب بادوذلك يكون لِأَن حمى دق لاتبتدىء بِنَفسِهَا بل يتقدمها حمى يَوْم أَو حمى عفن.

قَالَ ج: فَمَتَى حدث بِأحد حمى بِغَيْر سَبَب باد فحماه من عفن وَرُبمَا يتَقَدَّم سَبَب باد فأثار حمى يَوْم ثمَّ أثار حمى عفن إِذا كَانَ الْبدن مستعداً كثير الفضول وَذَلِكَ أَنَّهَا تسخن من حمى يَوْم فتعفن فتهيج حمى عفن بعد انْقِضَاء حمى يَوْم وَقد وصفت الْفرق بَينهمَا فِي حمى يَوْم وَمن دَلَائِل حمى عفن أَن يكون فِي ابتدائها نافض من غير أَن يكون أصَاب الْبدن حر شَدِيد ولابرد شَدِيد قبل حدوثها وَهَذَا خَاص بحميات العفن إِلَّا أَنه قد يعدمها فِي بعض الْأَوْقَات لِأَنَّهُ قد تكون حميات العفن لَا يكون فِي ابتدائها وَلَا فِي تزيدها أختلاف محسوس وَيكون فِيهِ تضاغط النبض وَمَعْنَاهُ صغر وَاخْتِلَاف فِي ابتدائها فَأَنَّهُ يكون مَعَ هَذِه وَلَا يفارقها بتة وَهُوَ خَاص لَهَا دون غَيرهَا إِلَّا أَن هَذَا النبض رُبمَا كَانَ عَن خلط رَدِيء فِي فَم الْمعدة فتفقده فَأن كَانَ فَم الْمعدة صَحِيحا فالتضاغط أَنما يكون للحمى وَأَن كَانَ أذا تقيأ بَقِي هَذَا الأختلاف فأنما هُوَ أَيْضا للحمى وَإِن كَانَ فِي فَم الْمعدة عِلّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>