لي قد حصل هَهُنَا دليلان أَلا يكون سَبَب باد وَهَذَا النبض.
قَالَ: وَمن أعظم دَلَائِل حمى عفن أَنه لَيْسَ فِي حَرَارَتهَا شَيْء من اللَّذَّة والهدوء لَكِنَّهَا دخانية مؤذية هَذَا فِي وَقت انتهائها فَأَما فِي الأبتداء فَلِأَنَّهَا حِينَئِذٍ مغمورة مدفونة وَيكون فِي وَقت ابْتِدَاء نوبَة الْحمى النبض صَغِيرا غير سريع وَفِي مُنْتَهَاهَا عَظِيما سَرِيعا وأخص دَلَائِل العفنة أَن لَا يظْهر فِيهَا فِي الْبَوْل للنضج أثر أَو يظْهر أثر ضَعِيف.
الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات: والحميات الَّتِي تنوب تكون إِذا كَانَ الْخَلْط جَارِيا متحركاً فِي الْبدن كُله وَأما الدائمة فأذا كَانَ الْخَلْط محصوراً فِي جَوف الْعُرُوق.
وأصناف الحميات الْمُفَارقَة كلهَا ثَلَاثَة: الغب وَالرّبع والنائبة كل يَوْم وَمن الحميات مَا يُسمى مطبقة وَهِي الَّتِي لَا يكون فِيهَا فتور ونوائب وَمِنْهَا دائمة وَهِي الَّتِي يكون فِيهَا فترات ونوائب إِلَّا أَن فتراتها لَيست تكون بأنقضاء الْحمى بل بفتورها فَقَط ونوائبها أَيْضا لَيست كَحمى بَدْء لم)
تكن لَكِن كَأَنَّهُ شَيْء يتزيد فِي ذَلِك الْوَقْت. والمطبقة ثَلَاث: أما أَن تتزيد من ابتدائها إِلَى انْقِضَائِهَا أَو تنقص كَذَلِك أَو تكون ذَات ابتواء كَذَلِك. وَأما الدائمة فنوائبها تَحت جنس المطبقة الَّتِي هِيَ من جِنْسهَا حَتَّى يَنُوب الغب فِي الثَّالِث وَالرّبع فِي الرَّابِع والبلغمية فِي الْوَقْت من أَمسهَا. ٣ (الْفرق بَين الغب الْخَالِصَة والنائبة كل يَوْم) قَالَ: تضاغط النبض وصغره فِي الغب أقل مِنْهُ فِي البلغمية وأسرع ذَهَابًا ولايكاد يكون فِي الغب اخْتِلَاف وَفِي البلغم بِخِلَاف ذَلِك والحرارة فِي الغب تشتعل سَرِيعا بعقب النافض وَفِي البلغمية تبطىء وتتأخر وقتا وتطول مُدَّة صعودها وحرارة الغب نارية نقية خَالِصَة وحرارة البلغمية ضبابية كنار تشتعل فِي حطب رطب وَلذَلِك يكون الأستفراغ فِي البلغمية يَسِيرا وَوقت النّوبَة أطول من الصفراوية وَوقت الفترة لايبقى مِنْهَا مثل مايبقى من الغب لَكِن تبقى دَائِما فِي الْعُرُوق عَلَامَات العفونة وحرارة العفونة وحرارة الْبدن أَيْضا تبقى مِنْهَا بَقِيَّة والعلامة الدَّالَّة على العفونة فِي النبض تكون فِي البلغمية أبين مِنْهَا فِي الغب وَالْبدن لاينقى مِنْهَا فِي الفترة بِالْإِضَافَة إِلَى نقاء الغب والبلغم يعرض فِي الْأَبدَان والبلدان والاسنان وَالتَّدْبِير الْمُوجب لذَلِك ونوبتها كل يَوْم وبضد ذَلِك الغب نافض الغب كنخس الأبر ونافض البلغمية تبرد فِيهِ الْأَطْرَاف وتقشعر ونافض الرّبع يكون برده قَوِيا مَعَ تكسر شَدِيد.
لي هَذَا ينْتَفع بِهِ فِي أَن يعرف نوع من أول نوبَة: حمى الغب تنحط فِي الْأَكْثَر مَعَ قيء مرار وعرق.
قَالَ: كَثْرَة حَرَارَتهَا تكون بِحَسب كَثْرَة مَا يتَحَلَّل فأذا رَأَيْتهَا كَثِيرَة وَلم تكن مؤذية بكيفيتها لَكِنَّهَا إِلَى البخارية أميل فَهِيَ دموية وَأما الْحَرَارَة اللذاعة المفرطة فِي الْكَيْفِيَّة فَمن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute