للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فدلالته وَالدّلَالَة الْوَثِيقَة عَلَيْهِ فِي)

الْعشْرين وَإِنَّمَا قيل ذَلِك فِي الدّلَالَة ضَعِيفَة خُفْيَة وَالَّذِي فِي الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ يتَبَيَّن أمره بعض الْبَيَان فِي الْعشْرين ثمَّ يَصح فِي الَّتِي بعده وَالَّذِي فِي أَرْبَعِينَ يتَبَيَّن فِي عشْرين بعض الْبَيَان وَيظْهر فِي السَّابِع وَالْعِشْرين.

ابيذيميا: مَتى كَانَ فِي الرَّقَبَة وجع وَفِي الصدغين ثقل وظلمة قُدَّام الْعين وتمدد فِي مَا دون الشراسيف والوجع مَعَ الْحمى المحرقة أَو غَيرهَا دلّ على رُعَاف. وتمدد الشراسيف إِذا كَانَ مَعَ وجع دلّ على إقبال الأخلاط نَحْو الْبَطن وَإِذا كَانَ بِلَا وجع فقد أَقبلت نَحْو الرَّأْس.

إِذا كَانَ ثقل فِي الرَّأْس كُله مَعَ وجع فِي الْفُؤَاد وكرب فَإِنَّهُ يُصِيبهُ قيء.

وَيخَاف على الصّبيان فِي هَذِه الْحَالة التشنج وعَلى النِّسَاء وجع الْأَرْحَام وعَلى الكهول والمشايخ الفالج وَالْجُنُون والحمى فَأَما الصّبيان فلضعف عصبهم وَأما النِّسَاء فَلِأَن هَذِه الأخلاط لم تتفرغ نعما فَصَارَ مِنْهَا شَيْء إِلَى أرحامهن وَأما الكهول وخاصة الطاعنون فِي السن فَإِنَّهُ تضعف قوتهم لَا يَسْتَطِيعُونَ من هَذِه الأخلاط وَلم تستفرغ نعما فَرُبمَا عرض لَهُم مِنْهَا هَذِه وبحران الحميات المحرقة فِي أَكثر الْأَمْرَاض يكون بالرعاف إِذا كَانَت حَرَكَة الْمَرَض فِي الْأزْوَاج فإمَّا أَن يطول وغما أَن يكون بحرانا.

وَإِن كَانَ فِي الرَّابِع عرض مَا مثل عرق وَغَيره كَانَ فِي السَّادِس ذَلِك الْعرض أَيْضا.

قَالَ أبقراط: الْأَمْرَاض الَّتِي تنوب فِي الْأزْوَاج يَأْتِي بحرانها فِي الْأزْوَاج وَالَّتِي تنوب فِي الْأَفْرَاد فَفِي الْأَفْرَاد وَإِنَّمَا يكون البحران فِي وَقت النوائب لِأَن فِي ذَلِك الْوَقْت تكون الأخلاط أسخن وأرق وَأَشد أَذَى للطبيعة وَهَذِه تَدْعُو إِلَى كَون البحران.

قَالَ أبقراط: وَأول أدوار البحران الَّتِي تكون للأمراض فِي الْأزْوَاج: الرَّابِع وَالسَّادِس وَالثَّامِن والعاشر وَالرَّابِع عشر وَالْعشْرُونَ وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ وَالثَّلَاثُونَ وَالْأَرْبَعُونَ وَالسِّتُّونَ وَالثَّمَانُونَ وَالْعشْرُونَ وَالْمِائَة وَأول أدوار بحرانات الْأَفْرَاد: الثَّالِث وَالْخَامِس وَالسَّابِع وَالتَّاسِع وَالْحَادِي عشر وَالسَّابِع عشر وَالْحَادِي وَالْعشْرُونَ وَالسَّابِع وَالْعشْرُونَ وَالْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ.

قَالَ ج: يجب أَن يكون أبقراط فِي وَقت تأليف هَذَا الْكتاب لم يكن قد أحكم أَمر أَيَّام البحران وَذَلِكَ أَنه يذكر فِي كتاب تقدمة الْمعرفَة الأدوار الَّتِي تكون على الروابع بالتحقيق هَذِه وأدوار الأسابيع هِيَ أدوار البحارين بِالْحَقِيقَةِ وَهَذِه أقوى أَيَّام البحارين وَبعدهَا الَّتِي تقع فِي الْوسط لهَذِهِ فَهِيَ أَضْعَف من هَذِه. فَأَما غير ذَلِك فَلَا يجب أَن يعد فِي أَيَّام البحران.)

وَقد أسقط الثَّامِن والعاشر من عدد أبقراط بحران النوائب الكائنة فِي الْأزْوَاج فقد أحسن من فعل ذَلِك لِأَن هذَيْن ليسَا من أَيَّام البحران الْبَتَّةَ.

قَالَ: كل بحران يكون فِي غير يَوْم باحوري فَغير مَأْمُون من العودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>