للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيجب أَن تسْتَعْمل الْأَطْعِمَة الغليظة اللزجة مَتى أَحْبَبْت تَقْوِيَة الْبدن بعد الرياضة وعَلى ألف ي مَا يجب لَهَا فَأَما الْفَوَاكِه الرّطبَة فَيجب أَن تدعها الْبَتَّةَ اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يتعب أحد مِنْهُم فِي الصَّيف تعباً شَدِيدا فيحتاجون إِلَى أَن يرطبوا أبدانهم فَإِنَّهُ يصلح لَهُم حِينَئِذٍ أَن يَأْكُلُوا قبل الطَّعَام التوت والإجاص والمشمش والبطيخ وأجود من هَذَا فِي تسكين هَذَا اليبس الْعَارِض الْبيض النيمبرشت والسمك المعتدل وَشرب المَاء الْبَارِد وَلَا يسْتَعْمل الْبَارِد إِلَّا عِنْد هَذِه الْحَاجة وَمن قد اعتاده والحار المزاج لِأَن الثَّلج يحدث فِي طول الزَّمَان أمراضاً عسرة فِي)

الأعصاب والمفاصل وليجتنب التخم المتواترة فَإِنَّهَا عَظِيم الْقُوَّة فِي إِفْسَاد الأخلاط وجلب الْأَمْرَاض وخاصة مَتى كَانَت من أَطْعِمَة ردية الكيموس والتخم الكائنة من الْأَطْعِمَة الَّتِي رداءة كيموسها ملطفة تحدث حميات خبيثة وجمرة وخراجات والغليظة تحدث أوجاع المفاصل والربو وجسأ الأحشاء والسراطين والبواسير.

والأغذية الَّتِي عرف النَّاس أَنهم يستمرؤنها أَجود وأسرع فَهِيَ أوفق لَهُم إِلَّا أَنه إِن كَانَ ذَلِك غذَاء فِي غَايَة الْبعد عَمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فَلَيْسَ يجب أَن يدمنها من أجل موافقتها الاستمراء لِأَنَّهَا وَإِن كَانَت جمعت على طول الْأَيَّام ذَلِك الْخَلْط الْخَاص بهَا.

مِثَال ذَلِك أَن رجلا يستمرئ العدس وَلحم الْبَقر أَجود من غَيره وَهُوَ يحْتَاج أَن يكون دَمه رَقِيقا لطيفاً فَلَيْسَ يُمكن أَن يتَوَلَّد من هذَيْن لجودة الهضم الَّذِي يكون فِي الْمعدة لَهَا خلط رَقِيق بل غليظ وَإِن كَانَت فِي هَذِه الْمعدة أصلح مِنْهَا فِي غَيرهَا.

قَالَ جالينوس: وَأَنا أُشير على جَمِيع النَّاس أَن يدعوا الأغذية الردية الأخلاط وَإِن كَانُوا يستمرؤنها جيدا فَإِنَّهُ لَا بُد أَن تَجْتَمِع على طول الْأَيَّام فيهم رطوبات عفنة تجلب أمراضاً حادة أَو خامية تجلب أمراضاً مزمنة.

قَالَ: وَأفضل الْأَوْقَات لأكل الْفَاكِهَة الرّطبَة إِذا كَانَ الْبدن قد سخن ويبس من حر وتعب لِأَن الْمعدة فِي تِلْكَ الْحَالة والكبد قشفة وَهَذِه تصلح ألف ي من يبسها فَإِن كَانَت مَعَ ذَلِك مبردة على الثَّلج بردت أَيْضا ولطفت الْحَرَارَة.

وَالَّتِي تقدم قبل الطَّعَام لتليين الْبَطن الْبيض النيمبرشت والبقول المطيبة بالمري وَالزَّيْت وَالشرَاب الحلو قدر قدح أَو قدحين ثمَّ يتبع ذَلِك بألطف الطَّعَام ثمَّ بأغلظه وَإِذا احتجت أَن تمسكه أَولا فبالبضد أطْعم أَولا القابضة ثمَّ اتبع سَائِر الْأَطْعِمَة.

وَإِذا كَانَ طعامان أَحدهمَا أَبْطَأَ اسْتِحَالَة فاجعله بعد السَّرِيع الاستحالة لَا بل إِن قدمت البطيء الاستحالة فسد السَّرِيع الاستحالة قبل أَن ينحدر الْقوي.

من الْعَادَات قَالَ: وَلَا تنقل الْعَادة من طَعَام إِلَى طَعَام وَمن كمية إِلَى كمية وَلَا

<<  <  ج: ص:  >  >>