اهرن قَالَ الْأَسْنَان توجع إِمَّا لسوء مزاج حَار أَو بَارِد أَو يَابِس أَو لرطوبة حرّيفة تنصب إِلَى أُصُولهَا وَإِمَّا من ريح غَلِيظَة قد تشبث فِي أصلوها لَا تَجِد مسلكاً وَإِمَّا لفضل غليظ ينصب إِلَى اللثة فيرم العمور ويوجع لذَلِك الْأَسْنَان.
قَالَ والوجع الَّذِي من سوء مزاج فَقَط تفقد العلامات فَإِن رَأَيْت امتلاء الْجَسَد فافصد أوّلاً واحبس الْفضل عَن الْأَسْنَان من أَي عُضْو صَار إِلَيْهِ ثمَّ أخرج الدَّم من الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وَإِن رَأَيْت وجع الْأَسْنَان من قبل رُطُوبَة ردية فِي فَم الْمعدة فاسقه أيارج وَلَا تعالج فِي ابْتِدَاء وجع الْأَسْنَان بالأشياء الحارّة إِذا كَانَ ذَلِك من انصباب الْفضل وَانْظُر الْفضل الَّذِي فِي فَم الْمعدة بلغم هُوَ أَو مرّة فاخرجه بِمَا يصلح لَهُ من الْأَدْوِيَة نَحْو الفيقرا والسقمونيا واعطه أغذية وأدوية تصلح لكل وَاحِد وَإِن كَانَ مَعَ الوجع ثقل فِي رَأسه فَاعْلَم أَن ذَلِك الْفضل ينصب إِلَى الْأَسْنَان)
من الرَّأْس فاسقه الفيقرا أَو غرغره فَإِن لم يحْتَمل الإسهال فغرغره فِي الْيَوْم مرّات فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ تغرغره بسكنجبين فِي الْيَوْم مَرَّات فَإِنَّهُ ينقى الرَّأْس واللثة وعطّسه بالكندس وَنَحْوه فَإِذا عَالَجت وفرغت الْمَادَّة فَعِنْدَ ذَلِك إِن كَانَ الوجع من الْبرد فعالج نفس الْأَسْنَان بالعسل والزنجبيل وَإِن كَانَ من الْحر فمضمضه بعصير الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ وجع الْأَسْنَان من اليبس فلين اللثة والأسنان بالزبد وشحم البّط والأدهان وَإِن كَانَ وجع الْأَسْنَان من الرُّطُوبَة فعالجه بالخل وَالْملح يتمضمض بِهِ وَمَا كَانَ من وجع الْأَسْنَان من ريح غَلِيظَة مرتبكة فعالجه بالعاقرقرحا وشحم الحنظل والجاوشير والمر والبورق وَإِنَّمَا يوجع الْأَسْنَان من اليبس بِأَن يجِف عمورها.
اهرن فِي الْأَدْوِيَة المفردة الْمَوْجُودَة يُؤْخَذ عروق وصبر وقشور التوت بِالسَّوِيَّةِ وزرنيخ أصفر مثلهَا يسحق ويعجن بالعسل وَيجْعَل حوالي الضرس مُدَّة فَإِنَّهُ يقلعه بسهولة جدّاً لي انْظُر فِي وجع السن هَل اللثة ب وأرمة وَهل هُنَاكَ ورم حارّ فَإِن كَانَ ذَلِك فَعَلَيْك بالفصد وإمساك الْخلّ والماورد ودهن ورد فِي الْفَم وَإِن كَانَ وجع شَدِيد بِلَا ورم فِي اللحى وَلَا حمرَة فِي اللثة فأدلك أصل السن الوجع بعاقرقرحا وفلفل ونوشادر دلكا جيدا وَأعد ذَلِك مرّات ثمَّ أدلكها بميعة وجندبادستر وأفيون وكمد اللحى تكميداً متوالياً لي قَالَ الأوجاع الْعَارِضَة للأسنان إِذا لم تكن فِي اللثة ورم حَار رُبمَا كَانَت فِي جرم الْأَسْنَان بأعينانها وَرُبمَا كَانَ الوجع فِي العصب الَّذِي ينزل إِلَيْهَا وَعند ذَلِك يحْتَاج إِلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute