الإسلامي وسنده قول الحكيم -سبحانه وتعالى-: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُم}(الشورى: من الآية: ٣٨) هذا المبدأ من شأنه تحقيق التفاهم المشترك لا بين أعضاء الجماعة فحسب، بل بين الجماعة وغيرها من جماعات وأفراد يتعاملون معها، ويفيدون من نشاطاتها وإنجازاتها.
إن تطبيق مبدأ الشورى الإسلامي يقتضي استطلاع الرأي العام بين هؤلاء المتعاملين، للوقوف على احتياجاتهم الملحة، والفعلية ليتسنى إشباعها على خير وجه، وأفضله في ضوء اتجاهات الرأي العام بين عملائها، وجمهورها.
وينبغي أن يتم استطلاع رأي جمهور المتعاملين مع الجماعة بشتى طرق الاستطلاع للرأي العام المعروفة، والمتاحة كالصحافة والاستقصاءات واشتراك المنتفعين بالمرفق في لجان استشارية.
أما إعلان المواطنين بخدمات الجماعة أي: المنظمة، وتوعيتهم بأفضل طرق الحصول عليها، والإفادة منها فهذا ما يأمر به الإسلام في قول الله تعالى:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}(البقرة: ٨٣) أي: النصيحة لهم، وليس معناه مجرد التلطف بالقول والمجاملة في الخطاب، فالحسن إنما هو النافع في الدين أو الدنيا، كما يقول سبحانه:{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(الإسراء: ٥٣) ويصور الحق -تبارك وتعالى- مدى الأثر النافع الذي تحققه الكلمة الطيبة فيقول:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}(إبراهيم: الآيات: ٢٤ - ٢٦).