هذا عن النظم الانتقالية التي أرساها النبي -صلى الله عليه وسلم- عند مجيئه إلى يثرب أي: المدينة، وقلنا: أن هذه النظم الانتقالية كانت تتمثل في نظام المؤاخاة. ثم أيضًًا في نظام المهاجرين، والأنصار.
النظم الأساسية التي وضعها النبي لجماعة المؤمنين في المدينة
لكن أيضًًا هناك نظم أساسية كونها النبي -صلى الله عليه وسلم- تكونت هذه التنظيمات الأساسية التي وضعها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- لجماعة المؤمنين في المدينة تكون هذه التنظيمات الينابيع الدافقة التي استمدت منها النظم الإسلامية ما اتسمت به من أصالة، وقدرة في نفس الوقت على التأقلم مع متطلبات التطور والنمو؛ إذ استهدف الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- من هذه التنظيمات جعل جماعة المؤمنين نواةً طيبةً لمجتمعٍ جديد، رسالته الجهاد في سبيل نشر الإسلام، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، واستطاع الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن يحقق تلك الأهداف في أعقاب هجرته إلى المدينة؛ نتيجة إقرار النظم الأساسية التالية:
أولًا: إقرار نظام الدولة والقانون بدلًا من القبيلة والعرف؛ إذ هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، ومعه تجربة عملية عما ساد مكة من نظامٍ قبليٍّ فاسد، وعصبية عمياء حالت بين القبائل، وبين الوحدة، والتعاون؛ ولذلك جهد -عليه الصلاة والسلام- على أن يحول بين هذه الآفات القبلية، وبين امتدادها إلى جماعته الجديدة في المدينة، وهي ما زالت في فجر حياتهًا؛ ومن ثم اتخذ الدين والعقيدة أساسًًا لجمع المسلمين من مهاجرين وأنصار، في دولة يرى أفرادها في دينهم الجديد رباطًًا وثيق العرى، وأشد قوة من الروابط القبلية.
ودعم الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا النظام على أساسٍ جديدٍ أيضًًا، وهو القانون القائم على الشريعة بدلًا من العرف القبلي، وما التزم به ذلك العرف من عصبية مهلكة،