شكواهم، عزل العلاء، وولى عليهم أبان بن سعيد، وزوده بوصيته قائلًا:((استوصي بعبد القيس خيرًا)) واستعمل مرة رجلًا على الصدقات، فلما رجع حاسبه فقال: هذا لكم، وهذا أهدي إليّ، فقال النبي:((ما بال الرجل نستعمله على العمل بما ولانا الله فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي إليّ، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه، فنظر أيُهدَى إليه أم لا؟ ثم قال: من استعملناه على عمل، ورزقناه رزقًا، فما أَخذ بعد ذلك فهو غلول)).
ومن توجيهات الفكر الإداري الإسلامي أيضًا: ما يتصل بإدارة الأفراد، ونشير هنا إلى بعض توجيهات الفكر الإسلامي في مجال إدارة الأفراد وهي تعكس قيمًا إنسانية سامية، استهدفها الإسلام تكريمًا لآدمية الإنسان، وفق منهجه السلوكي السوي.
العلاقات الإنسانية في العمل الجماعي
نتحدث عن العلاقات الإنسانية والعمل:
الإسلام دين الفضيلة، ودعوة الأخلاق الكريمة، وقد أشاد -سبحانه وتعالى- بأخلاق رسوله الكريم إذ يقول:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم}(القلم: ٤) ويقول -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) وحسبنا أن نورد جانبًا من توجيهات الإسلام في هذا الصدد، والتي تؤكد السلوك الإداري السوي، سواء في مجال العلاقات الإنسانية، أو العلاقات العامة:
أولًا: العلاقات الإنسانية:
ونعرض فيما يلي أهم الصفات الذاتية للأفراد، والتي تشكل أسمى أخلاقيات سلوكهم الاجتماعي في كافة صور النشاطات البشرية الجماعية: الأمانة، والعدالة،