ويرتبط الإخلاص بالصدق، وهو ما يقتضي أن تتوخى الأعمال والأقوال غاياتها المشروعة، فلا يشوبها انحراف عنها، هذه الغايات التي مناطها في الإسلام الخير، إذ أمرنا بالتسابق في تحقيقه؛ ولذا يقول -سبحانه وتعالى-: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} (البقرة: من الآية: ١٤٨) وهو ما له خطورته في ممارسة السلطات والصلاحيات بدون انحرافات.
ويأمرنا القرآن الحكيم بالإخلاص في عبادة الله، فيقول سبحانه: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (الزمر: ٢) ويقول: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (البينة: ٥).
هذه هي العلاقات الإنسانية بين أفراد الجماعة الذين يقومون بعمل معين.
نكتفي بهذا القدر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
٣ - توجيهات الفكر الإسلامي (٣)، ومقدمة عن المنهج الإسلامي الإداري
وجود علاقة عامة بين أفراد المنظمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد تحدثنا في المحاضرات السابقة عن توجيهات الفكر الإداري الإسلامي، وبينا أن من ضمن هذه التوجيهات بيان أن العمل فريضة عامة، وأن للعمل خصائص معينة ينبغي الاهتمام بها، وكيفية تكوين المنظمة أي: الجماعة التي تقوم بعمل معين، ووجود الرقابة ومتابعة الإنجاز، والاهتمام بالعلاقات الإنسانية.
ونواصل في هذه المحاضرة الحديث عن بقية هذه التوجيهات، فنقول: إن من ضمن توجيهات الفكر الإداري الإسلامي، وجود علاقات عامة بين أفراد المنظمة أي: الجماعة التي تقوم بعمل معين، نقول -وبالله التوفيق-:
تعني العلاقات العامة بتنمية تفاهم أفضل بين الجماعة أي: المنظمة وأفرادها العاملين فيها، وبين المواطنين المتعاملين معها المستفيدين من خدماتها في إشباع حاجاتهم الاجتماعية، والاقتصادية، وتتمثل وسائل العلاقات العامة في تنمية هذا التفاهم في استطلاع الرأي العام بين المتعاملين مع الجماعة، والمنتفعين بخدماتها، وإعلامهم بما تقدمه لهم من هذه الخدمات، وتوعيتهم بكيفية حصولهم عليها، والإفادة منها على أفضل وجه مع حسن المعاملة.
وتقدم لنا في توجيهات الإسلام الأساس الأخلاقي السليم لتنمية هذه العلاقات، وتحقيق تفاهم مشترك أفضل بين أية جماعة والمتعاملين معها، فمبدأ الشورى