ارجع إليهم- فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن فارجع، قال: فذهبت، ثم أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلمت)).
ونستخلص مما سبق:
أن الوفاء بالعهد من الأسس التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية الدولية في الإسلام؛ لما فيه من تقوية الروابط، والإبقاء على الصلات، وتحسين العلاقات، وهذا ما تهدف إليه الشريعة الإسلامية.
الفضيلة
ومن الأمور أيضًا، أو الأسس التي تقوم عليها العلاقات الدولية في الإسلام: الفضيلة ونقول في ذلك:
فالإسلام يدعو إلى مراعاة الفضيلة، سواء كانت العلاقة فردية، أو جماعية، أو دولية؛ لما في هذا من محافظة على قيمه الرفيعة، ودعوة إلى إقامة مجتمع فاضل يستطيع النهوض بأعبائه.
إن الإسلام ينظر إلى قانون الأخلاق على أنه قانون عام، يشمل الأبيض والأسود، والأحمر والأصفر، ويشمل الناس جميعًا في كل الأقطار والأمصار؛ فالفضيلة بمقتضى قواعد السلوك الفاضل حق لكل إنسان، يستحقها بمقتضى إنسانيته التي هي وصف مشترك بين كل أبناء آدم؛ وقد تقرر ذلك في المبادئ الإسلامية التي تطبق على كل الناس، وأشد ما كان يدعو إليه القرآن الكريم في الأمر بالفضيلة هو: ما يقترن بالجهاد؛ خشية أن تندفع النفوس في حال احتدام القتال إلى ما يخالف ذلك المبدأ الهام.
فالفضيلة خلق، يطبق حتى مع الأعداء في حالة الحرب، يقول تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ