للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان الرسول الكريم يكتب إلى بعض عماله بما يقتضيه الأمر, على نحو ما كتبه لعمرو بن حريث, عامله على نجران, يشرح له الفرائض, والسنن, وما يفعله في الصدقات, والديات.

واشتهر عمال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- بالنزاهة, والإخلاص في العمل, ومن أمثلة ذلك عبد الله بن رواحة الذي عهد إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- تقدير ثمار أهل خيبر من اليهود؛ إذ حاول اليهود تقديم رشوة له من حليٍّ قائلين له: هذا لك, وخفف عنا, وتجاوز في القسم, فقال لهم عبد الله: يا معشر اليهود: إنكم لمن أبغض خلق الله تعالى إلي, وما ذاك بحاملي على أن أحيف عليكم, أما ما عرضتم علي من الرشوة, فإنها السحت, وإنا لا نأكلها, فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض.

ودأب الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- مع ذلك على محاسبة العمال, وبخاصة فيما يتعلق بالشئون المالية, وقد استعمل رجلًا على الصدقات, وحين حاسبه -عليه الصلاة والسلام- قال الرجل: هذا لكم, وهذا أهدي إلي, فقال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم: ((ما بال الرجل نستعمله على العمل بما ولَّانا الله, فيقول: هذا لكم, وهذا أهدي إلي, أفلا قعد في بيت أبيه, وأمه, فنظر أيهدى إليه أم لا؟)) وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((من استعملناه على عمل ورزقناه رزقًا, فما أخذ بعد ذلك فهو غلول)) أي خيانة.

واستمع الرسول أيضًا إلى كل شكوى تأتيه عن أي عامل من عماله, من ذلك أنه عزل العلاء بن الحضرمي, عامله على البحرين؛ لأن وفد عبد القيس شكاه -أي شكاه للنبي -صلى الله عليه وسلم- فعزله النبي -صلى الله عليه وسلم- وولى بدلًا منه أبان بن سعيد, وقال له: استوص بعبد القيس خيرًا.

<<  <   >  >>