واليقين، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((مثلي ومثل الأنبياء قبل كمثل رجل ابتنى دارًا، فأحسنها، فأكملها، إلا في موضع لبنة، فجعل الناس يدخلونها، ويتعجبون منها، ويقولون: لولا موضع هذه اللبنة، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: فأنا موضع تلك اللبنة، جئت فختمت الأنبياء)).
ثم نتحدث بعد ذلك عن الأمور التي يشترك فيها الناس جميعًا وهي: وحدة المصير، فنقول:
وإلى جانب وحدة التكاليف، ووحدة الدين للإنسانية جميعًا، فإن المصير واحد؛ فالناس كلهم واحد في أطوار حياتهم، وفي نهايتهم، يقول -تبارك وتعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ}(الحج: من الآية: ٥).
وهكذا وجدنا أن الوحدة الإنسانية من الأسس التي تقوم عليها العلاقات في الإسلام؛ سواء كانت العلاقات فردية، أو جماعية، أو دولية، ولا شك أن شعور الفرد أو الجماعة أو الدول بأنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا من حيث المنشأ والمصير؛ يدعوها إلى أن تكون العلاقات بينهم علاقات وطيدة الدعائم، مما يقوي الأواصر، ويدعم الروابط في شتى مجالات الحياة.
ومن الأسس التي قامت عليها العلاقات الدولية في الإسلام: الصلة الإنسانية، وفي ذلك نقول:
ينظر الإسلام إلى البشر على أنهم أمة واحدة، ينتمون جميعًا إلى آدم -عليه السلام- فلا يمنع من وجود صلة قائمة على الإنسانية؛ فالله- عز وجل- يأمر بالعدل والإحسان، يقول تعالى:{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَان}(النحل: من الآية: ٩٠).
والقرآن الكريم أجاز مودة من لم يقاتلنا في الدين من غير المسلمين، ولم يخرجنا من ديارنا، ولم يظاهر على إخراجنا، فيقول -تبارك وتعالى-: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ