بريء.
وعلى ما قالوا معاقب أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن تقي ولا يبغضهما إلا فاجر شقي صحبا رسول الله ﷺ على الصدق والوفاء يأمران وينهيان ويغضبان ويعاقبان فما يتجاوزان فيما يصنعان رأي رسول الله ﷺ ولا كان رسول الله ﷺ يرى غير رأيهما.
ولا يحب كحبهما أحدا مضى رسول الله ﷺ وهو راض عنهما.
ومضيا والمؤمنون عنهما راضون.
أمره رسول الله ﷺ على صلاة المؤمنين فصلى بهم تسعة أيام في حياة الرسول ﷺ فلما قبض الله نبيه واختار له ما عنده.
ولاه المؤمنون ذلك.
وفوضوا إليه الزكاة ثم أعطوه البيعة طائعين غير مكرهين.
وأنا أول من سن له ذلك من بني عبد المطلب وهو لذلك كاره يود لو أن منا أحدا كفاه ذلك.
وكان والله خير من أبقى أرحمه رحمة وأرأفه رأفة وأسنه ورعا وأقدمه سنا وإسلاما، شبهه رسول الله ﷺ بميكائيل رافة ورحمة وبإبراهيم عفوا ووقارا فسار بسيرة رسول الله ﷺ حتى مضى على ذلك رحمة الله عليه.
ثم ولي الأمر بعده عمر ﵁ وكنت فيمن رضي.
فأقام الأمر على منهاج رسول الله ﷺ وصاحبه.
يتبع أثرهما كما يتبع الفصيل أثر أمه وكان والله رفيقا رحيما بالضعفاء ناصرا للمظلومين على الظالمين.
لا يأخذه في الله لومة لائم وضرب الله الحق على لسانه وجعل الصدق من شأنه: حتى إن كنا لنظن أن ملكا ينطق على لسانه أعز الله بإسلامه الإسلام.
وجعل هجرته للدين قواما وألقى له في قلوب المنافقين الرهبة.
وفي قلوب المؤمنين المحبة.
شبهه رسول الله ﷺ بجبريل فظا غليظا على الأعداء.
فمن لكم بمثلهما رحمة الله عليهما ورزقنا المضي في سبيلهما فمن أحبني فليحبهما ومن لم يحبهما فقد أبغضني وأنا منه بريء.
ولو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت في هذا اشد العقوبة إلا فمن