للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصبحت الدنيا؟ قالوا: مشرق لونها مبيضة شمسها وقد أجريت فيها أنهارها وقد غرست فيها أشجارها، وقد تدلت لنا ثمارها، فقال يا إخواني: ما لنا وللدنيا اضربوا فيها براحتها، قال: فجعل الرجل يضرب فيها براحته ويدفعه بالخمس.

قال أبو الفضل أحمد بن سلمة ذكرته لأبي حاتم الرازي فقال إمله علي فأمليته عليه فقال: هذا شأن الصوفية.

قال المصنف : قلت، وقد رأيت منهم من إذا حضر دعوة بالغ في الأكل ثم اختار من الطعام فربما ملأ كمية من غير إذن صاحب الدار وذلك حرام بالإجماع ولقد رأيت شيخا منهم قد أخذ شيئا من الطعام ليحمله معه فوثب صاحب الدار فأخذه منه.

[ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في السماع والرقص والوجد]

قال المصنف : اعلم أن سماع الغناء يجمع شيئين، أحدهما: أنه يلهي القلب عن التفكر في عظمة الله سبحانه والقيام بخدمته، والثاني: أنه يميله إلى اللذات العاجلة التي تدعو إلى استيفائها من جميع الشهوات الحسية ومعظمها النكاح وليس تمام لذته إلا في المتجددات ولا سبيل إلى كثرة المتجددات من الحل فلذلك يحث على الزنا فبين الغناء والزنا تناسب من جهة أن الغناء لذة الروح والزنا لذة أكبر لذات النفس ولهذا جاء في الحديث: الغناء رقية الزنا.

وقد ذكر أبو جعفر الطبري أن الذي اتخذ الملاهي رجل من ولد قابيل يقال له ثوبال.

اتخذ في زمان مهلائيل بن قينان آلات اللهو من المزامير والطبول والعيدان، فانهمك ولد قابيل في اللهو وتناهى خبرهم إلى من بالجبل من نسل شيث فنزل منهم قوم وفشت الفاحشة وشرب الخمور.

قال المصنف : وهذا لأن الالتذاذ بشيء يدعو إلى التذاذه بغيره خصوصا ما يناسبه ولما يئس إبليس أن يسمع من المتعبدين شيئا من الأصوات

<<  <   >  >>