الله أنه قال: احفظوا السواد على البياض فما أحد ترك الظاهر إلا تزندق.
وعن سهل بن عبد الله أنه قال: ما من طريق إلى الله أفضل من العلم، فإن عدلت عن طريق العلم خطوة تهت في الظلام أربعين صباحا.
وعن أبي بكر الدقاق قال: سمعت أبا سعيد الخراز يقول: كل باطن يخالف ظاهرا فهو باطل.
وعن أبي بكر الدقاق أنه قال: كنت مارا في تيه بني إسرائيل فخطر ببالي أن علم الحقيقة مباين للشريعة فهتف بي هاتف من تحت شجرة كل حقيقة لا تتبعها الشريعة فهي كفر.
قال المصنف ﵀: وقد نبه الإمام أبو حامد الغزالي في كتاب الأحياء فقال: من قال إن الحقيقة تخالف الشريعة أو الباطن يخالف الظاهر فهو إلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان.
وقال ابن عقيل: جعلت الصوفية الشريعة اسما وقالوا المراد منها الحقيقة.
قال: وهذا قبيح لأن الشريعة وضعها الحق لمصالح الخلق وتعبداتهم فما الحقيقة بعد هذا سوى شيء واقع في النفس من إلقاء الشياطين وكل من رام الحقيقة في غير الشريعة فمغرور مخدوع.
[ذكر تلبيس إبليس على جماعة من القوم في دفنهم كتب العلم وإلقائها في الماء]
قال المصنف ﵀: قد كان جماعة منهم تشاغلوا بكتابة العلم ثم لبس عليهم إبليس وقال ما المقصود إلا العمل ودفنوا كتبهم.
فقد روي أن أحمد بن أبي الحواري رمى كتبه في البحر، وقال: نعم الدليل كنت والاشتغال بالدليل بعد الوصول محال.
ولقد طلب أحمد بن أبي الحواري الحديث ثلاثين سنة فلما بلغ منه الغاية حمل كتبه إلى البحر فغرقها.
وقال: يا علم لم أفعل بك هذا تهاونا ولا استخفافا بحقك ولكني كنت أطلبك لأهتدي بك إلى ربي فلما اهتديت بك استغنيت عنك.
أخبرنا أبو بكر بن حبيب ما أبو سعد بن أبي صادق نا ابن باكويه قال: سمعت أبا الحسن غلام شعوانة بالبصرة يقول: سمعت أبا الحسن بن سالم عن