صحبت الصوفية عشر سنين ما استفدت منه إلا هذين الحرفين: الوقت سيف، وأفضل العصمة أن لا تقدر.
[ذكر تلبيس إبليس في الشطح والدعاوى]
قال المصنف ﵀: اعلم أن السلم يورث الخوف واحتقار النفس وطول الصمت وإذا اعتبرت علماء السلف رأيت الخوف غالبا عليهم والدعاوى بعيدة عنهم كما قال أبو بكر: ليتني كنت شعرة في صدر مؤمن.
وقال عمر عند موته: الويل لعمر إن لم يغفر له.
وقال ابن مسعود: ليتني إذا مت لا أبعث.
وقالت عائشة ﵂: ليتني كنت نسيا منسيا.
وقال سفيان الثوري لحماد بن سلمة عند الموت: ترجو أن يغفر لمثلي.
قال المصنف ﵀: وإنما صدر مثل هذا عن هؤلاء السادة لقوة علمهم بالله وقوة العلم به تورث الخوف والخشية.
قال الله ﷿: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ وقال ﷺ: «أنا أعرفكم بالله وأشدكم له خشية» ولما بعد عن العلم أقوام من الصوفية لاحظوا أعمالهم واتفق لبعضهم من اللطف ما يشبه الكرامات فانبسطوا بالدعاوى.
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ نا أبو الفضل محمد بن علي السهلكي قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي يقول: ثنا أبو بكر عمر بن يمن ثنا أبو عمر الرهاوي ثنا أحمد بن محمد الجزري قال سمعت أبا موسى الدئيلي يقول: سمعت أبا يزيد البسطامي يقول: وددت أن قد قامت القيامة حتى أنصب خيمتي على جهنم.
فسأله رجل ولم ذاك يا أبا يزيد؟ فقال: إني أعلم أن جهنم إذا رأتني تخمد فأكون رحمة للخلق.
أخبرني أبو بكر بن حبيب العامري نا أبو سعد بن أبي صادق ثنا ابن باكويه ني إبراهيم بن محمد ني حسن بن علوية ني طيفور بن عيسى ني أبو موسى الشبلي