للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التبدل كان عادة السلف القدماء وقد تغيرت تلك العادة كما تغيرت الأحوال والملابس.

فلا أرى للعالم أن يخرج اليوم لشراء حاجته لأن ذلك يكشف نور العلم عند الجهلة وتعظيمه عندهم مشروع.

ومراعاة قلوبهم في مثل هذا يخرج إلى الرياء واستعمال ما يوجب الهيبة في القلوب لا يمنع منه.

وليس كل ما كان في السلف مما لا يتغير به قلوب الناس يومئذ ينبغي أن يفعل اليوم.

قال الأوزاعي: كنا نضحك ونمزح فإذا صرنا يقتدى بنا فلا أرى ذلك يسعنا وقد روينا عن إبراهيم بن أدهم أن أصحابه كانوا يوما يتمازحون فدق رجل الباب فأمرهم بالسكوت والسكون.

فقالوا له: تعلمنا الرياء؟! فقال: إني أكره أن يعصى الله فيكم.

قال المصنف: وإنما خاف قول الجهلة: انظروا إلى هؤلاء الزهاد كيف يفعلون وذلك أن العوام لا يحتملون مثل هذا للمتعبدين.

فصل

ومن هؤلاء قوم لو سئل أحدهم أن يلبس اللين من ثوبه ما فعل

لئلا يتوكس جاهه في الزهد ولو خرج روحه لا يأكل والناس يرونه ويحفظ نفسه في التبسم فضلا عن الضحك.

ويوهمه إبليس أن هذا لإصلاح الخلق وإنما هو رياء يحفظ به قانون الناموس فتراه مطأطئ الرأس عليه آثار الحزن فإذا خلا رأيته ليث شرى.

فصل

وقد كان السلف يدفعون عنهم كل ما يوجب الإشارة إليهم

ويهربون من المكان الذي يشار إليهم فيه والحديث بإسناد عن عبد الله بن خفيف قال: قال يوسف بن أسباط: خرجت من سبج راجلا حتى أتيت المصيصة وجرابي على

<<  <   >  >>