للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوقت لذكرها فتنكبناها لذلك ونذكر ما انتهى تلبيس إبليس إليه ما آثرنا ذكر شيء من هذا التخليط (والعجب) أنهم يجعلون الخالق خيرا ثم يجعلون أنه حدثت منه فكرة رديئة فعلى قولهم يجوز أن تحدث من فكرة إبليس ملك ثم يقال لهم أيجوز أن يفي الشيطان بما ضمن: فإن قالوا لا قيل لهم فلا يليق بالحكمة استبقاؤه وإن قالوا نعم فقد أقروا بوجود الوفاء المحمود من الشرير: وكيف أطاع الشيطان العدلين وقد عصى ربه وكيف يجوز الأفتيات على الإله: وهذه الخرافات لولا التفرج فيما صنعه إبليس بالعقول ما كان لذكرها فائدة ولا معنى.

[ذكر تلبيس إبليس على المنجمين وأصحاب الفلك]

قال أبو محمد النوبختي ذهب قوم إلى أن الفلك قديم لا صانع له: وحكى جالينوس عن قوم أنهم قالوا زحل وحده قديم.

وزعم قوم أن الفلك طبيعة خالصة ليست فيها حرارة ولا برودة ولا رطوبة ولا يبوسة وليس بخفيف ولا ثقيل.

وكان بعضهم يرى أن الفلك جوهر ناري وأنه اختطف من الأرض بقوة دورانه: وقال بعضهم الكواكب من جسم تشابه الحجارة: وقال بعضهم هي من غيم تطفأ كل يوم وتستنير بالليل مثل الفحم يشتعل وينطفئ.

وقال بعضهم جسم القمر مركب من نار وهوى.

وقال آخرون الفلك من الماء والريح والنار وأنه بمنزلة الكرة وأنه يتحرك بحركتين من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق قالوا وزحل يدور الفلك في نحو من ثلاثين سنة والمشتري في نحو من اثنتي عشرة سنة والمريخ في نحو من سنتين والشمس والزهرة وعطارد في سنة والقمر في ثلاثين يوما: وقال بعضهم أفلاك الكواكب سبعة فالذي يلينا فلك

<<  <   >  >>