دخل رجل المسجد فأمر رسول الله ﷺ أن يطرحوا ثيابا فطرحوا.
فأمر له منها بثوبين ثم حث على الصدقة.
فجاء فطرح أحد الثوبين فصاح به: خذ ثوبك.
قال المصنف: ونقلت من خط أبي الوفاء بن عقيل قال: قال ابن شاذان: دخل جماعة من الصوفية على الشبلي، فأنفذ إلى بعض المياسير يسأله مالا ينفقه عليهم، فرد الرسول وقال: يا أبا بكر، أنت تعرف الحق فهلا طلبت منه، فقال للرسول: ارجع إليه وقل له الدنيا سفلة أطلبها من سفلة مثلك وأطلب الحق من الحق.
فبعث إليه بمائة دينار.
قال ابن عقيل: إن كان أنفذ إليه المائة دينار للافتداء من هذا الكلام القبيح وأمثاله.
فقد أكف الشبلي الخبيث من الرزق وأطعم أضيافه منه.
(فصل)
وقد كان لبعضهم بضاعة فأنفقها
وقال: ما أريد أن تكون ثقتي إلا بالله.
وهذا قلة فهم لأنهم يظنون أن التوكل قطع الأسباب وإخراج الأموال.
أخبرنا القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال أنبأنا جعفر الخلدي في كتابه قال: سمعت الجنيد يقول دققت على أبي يعقوب الزيات بابه في جماعة من أصحابنا فقال: ما كان لكم شغل في الله ﷿ يشغلكم عن المجيء إلي، فقلت له: إذا كان مجيئا إليك من شغلنا به فلم ننقطع عنه.
فسألته عن مسألة في التوكل فأخرج درهما كان عنده ثم أجابني.
فأعطى التوكل حقه ثم قال: استحييت من الله أن أجيبك وعندي شيء.
قال المصنف: لو فهم هؤلاء معنى التوكل وأنه ثقة القلب بالله ﷿ لا إخراج صور المال.
وما قال هؤلاء هذا الكلام.
ولكن قل فهمهم وقد كان سادات الصحابة والتابعين يتجرون ويجمعون الأموال وما قال مثل هذا أحد منهم.
وقد روينا عن أبي بكر الصديق ﵁.
قال حين أمر بترك الكسب لأجل شغله بالخلافة، فمن أين أطعم عيالي.
وهذا القول منكر عند الصوفية يخرجون قائلة من التوكل وكذلك ينكرون