للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علمه أن الانبساط إلى الأهل من العون على الآخرة.

وفي الصحيحين أن النبي قال لجابر: «هلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك».

وربما غلب على هذا المتزهد التجفف فترك مباضعة الزوجة فيضيع فرضا بنافلة غير ممدوحة.

فصل

ومن الزهاد من يرى عمله فيعجبه

فلو قيل له: أنت من أوتاد الأرض رأى ذلك حقا.

ومنهم من يترصد لظهور كرامته ويخيل إليه أنه لو قرب من الماء قدر أن يمشي عليه، فإذا عرض له أمر فدعا فلم يجب تذمر في باطنه فكأنه أجير يطلب أجر عمله.

ولو رزق الفهم لعلم أنه عبد مملوك والمملوك لا يمن بعمله، ولو نظر إلى توفيقه للعمل لرأى وجوب الشكر فخاف من التقصير فيه.

وقد كان ينبغي أن يشغله خوفه على العمل من التقصير فيه عن النظر إليه كما كانت رابعة تقول: أستغفر الله من قلة صدقي في قولي.

وقيل لها: هل عملت عملا ترين أنه يقبل منك؟ فقالت: إذا كان فمخافتي أن يرد علي.

فصل

ومن تلبيس إبليس على قوم من الزهاد

الذي دخل عليهم فيه من قلة العلم أنهم يعملون بواقعاتهم ولا يلتفتون إلى قول الفقيه، قال ابن عقيل: كان أبو إسحاق الخراز صالحا، وهو أول من لقنني كتاب الله وكان من عادته الإمساك عن الكلام في شهر رمضان، فكان يخاطب بآي القرآن فيما يعرض إليه من الحوائج فيقول: في أذنه ﴿ادخلوا عليهم الباب﴾، ويقول لابنه في عشية الصوم: ﴿من بقلها وقثائها﴾ آمرا أن يشترى البقل، فقلت له: هذا الذي تعتقده عبادة هو معصية.

فصعب عليه، فقلت: إن هذا القرآن العزيز أنزل في بيان أحكام

<<  <   >  >>