وقال المصنف ﵀: وقد كان في الصوفية من يلبس الثياب المرتفعة.
أخبرنا محمد بن ناصر نا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر نا علي بن الحسن بن جحاف، قال أبو عبد الله أحمد بن عطاء، كان أبو العباس بن عطاء يلبس المرتفع من البز كالدبيقي، ويسبح بسبح اللؤلؤ ويؤثر ما طال من الثياب.
قال المصنف ﵀: قلت وهذا في الشهرة كالمرقعات وإنما ينبغي أن تكون ثياب أهل الخير وسطا، فانظر إلى الشيطان كيف يتلاعب بهؤلاء بين طرفي نقيض.
(فصل)
قال المصنف ﵀: وقد كان الصوفية من إذا لبس ثوبا خرق بعضه.
وربما أفسد الثوب الرفيع القدر.
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت نا الحسن بن غالب المقري قال: سمعت عيسى بن علي الوزير يقول: كان ابن مجاهد يوما عن أبي، فقيل له الشبلي، فقال: يدخل.
فقال ابن مجاهد: سأسكته الساعة بين يديك، وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئا خرق فيه موضعا، فلما جلس، قال له ابن مجاهد، يا أبا بكر أين في العلم فساد ما ينتفع به؟ فقال له الشبلي: أين في العلم ﴿فطفق مسحا بالسوق والأعناق﴾ قال فسكت ابن مجاهد فقال له أبي: أردت أن تسكته فأسكتك، ثم قال له: قد أجمع الناس أنك مقرئ الوقت فأين في القرآن إن الحبيب لا يعذب حبيبه؟ قال: فسكت ابن مجاهد، فقال له أبي: قل يا أبا بكر، فقال: قولته تعالى: ﴿وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله