وقال أحمد الغزالي: دخل يهودي إلى أبي سعيد بن أبي الخير الصوفي فقال له: أريد أن أسلم على يديك.
فقال: لا ترد.
فاجتمع الناس وقالوا: يا شيخ تمنعه من الإسلام.
فقال له: تريد بلا بد؟ قال: نعم.
قال له: برئت من نفسك ومالك.
قال: نعم.
قال: هذا الإسلام عندي، احملوه الآن إلى الشيخ أبي حامد يعلم لا لا المنافقين.
يعني لا إله إلا الله.
قلت: وهذا الكلام أظهر عيبا من أن يعاب فإنه في غاية القبح.
ومما يقارب هذه الحكاية في دفع من أراد الإسلام.
ما أخبرنا به أبو منصور القزاز نا أبو بكر بن ثابت أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب نا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا علي الحسين بن محمد بن أحمد الماسرخسي يحكي عن جده وغيره من أهل بيته قال: كان الحسن والحسين ابنا عيسى بن ماسرخس أخوين يركبان فيتحير الناس من حسنهما وزيهما فاتفقا على أن يسلما فقصدا حفص بن عبد الرحمن ليسلما على يده فقال لهما حفص: أنتما من أجل النصارى وعبد الله بن المبارك خارج في هذه السنة الحج وإذا أسلمتما على يده كان ذلك أعظم عند المسلمين فإنه شيخ أهل المشرق والمغرب.
فانصرفا فمرض الحسين ومات على نصرانيته قبل قدوم ابن المبارك فلما قدم أسلم الحسن.
قلت: وهذه المحنة إنما جلبها الجهل فليعرف قدر العلم لأنه لو كان عنده حظ من علم لقال أسلما الآن ولا يجوز تأخير ذلك لحظة وأعجب من هذا أبو سعيد الذي قال لليهودي ما قال لأنه يريد الإسلام.
وذكر أبو نصر السراج في كتاب اللمع لمع المتصوفة قال: كان سهل بن عبد الله إذا مرض أحد من أصحابه يقول له: إذا أردت أن تشتكي فقل: أوه، فهو اسم من أسماء الله تعالى يستريح إليه المؤمن ولا تقل أفرج فإنه اسم من أسماء الشيطان.
فهذه نبذة من كلام القوم وفقههم نبهت على علمهم وسوء فهمهم وكثرة خطئهم.
وقد سمعت أبا عبد الله حسين بن علي المقري يقول: سمعت أبا محمد عبد الله بن عطاء الهروي يقول سمعت عبد الرحمن بن محمد بن المظفر يقول سمعت أبا عبد الرحمن بن الحسين يقول سمعت عبد الله بن الحسين السلامي يقول: سمعت علي بن محمد المصري يقول: سمعت أيوب بن سليمان يقول: سمعت محمد بن محمد بن إدريس الشافعي يقول: سمعت أبي يقول: