للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: سمعت أبا يزيد يقول: إذا كان يوم القيامة وأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فأسأله أن يدخلني النار.

فقيل له لم: قال حتى تعلم الخلائق أن بره ولطفه في النار مع أوليائه.

قال المصنف : هذا الكلام من أقبح الأقوال لأنه يتضمن تحقير ما عظم الله ﷿ أمره من النار فإنه ﷿ بالغ في وصفها فقال: ﴿اتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة﴾ وقال: ﴿إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا﴾ إلى غير ذلك من الآيات.

وقد أخبرنا عبد الأول نا ابن المظفر نا ابن أعين ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا إسماعيل ثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «إن ناركم هذه ما يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم.

قالوا له الصحابة: والله إن كانت لكافية يا رسول الله.

قال: فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها» أخرجاه في الصحيحين.

وفي إفراد مسلم من حديث ابن مسعود عن النبي أنه قال: «يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها».

أخبرنا محمد بن ناصر نا جعفر بن أحمد نا أبو علي التميمي نا أبو بكر بن مالة ثنا عبد الله بن أحمد ثني أبي بهز بن أسد ثنا جعفر بن سليمان ثنا علي بن زيد عن مطرف عن كعب قال: قال عمر بن الخطاب: يا كعب، خوفنا.

فقال: يا أمير المؤمنين اعمل عمل رجل لو وافيت القيامة بعمل سبعين نبيا لازدرأت عملك مما ترى.

فأطرق عمر مليا ثم أفاق قال: زدنا يا كعب.

قلت: يا أمير المؤمنين لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق ورجل بالمغرب لغلى دماغه حتى يسيل من حرها.

فأطرق عمر مليا ثم أفاق فقال: زدنا يا كعب قلت: يا أمير المؤمنين إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مصطفى إلا خر جاثيا

<<  <   >  >>