للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلاعب الشيطان بأقوام أبعدوا العلم وأقبلوا على الرياضة بما ينهي عنه العلم والعلم بعيد عنهم فتارة يفعلون الفعل المنهي عنه.

وتارة يؤثرون ما غيره أولى منه وإنما كان يفتي في هذه الحوادث العلم وقد عزلوه فنعوذ بالله من الخذلان.

أنبأنا ابن ناصر عن أبي علي بن البنا قال: كان عندنا بسوق السلاح رجل كان يقول القرآن حجاب، والرسول حجاب ليس إلا عبد رب فافتتن جماعة به فأهملوا العبادات واختفى مخافة القتل.

أنبأنا محمد بن عبد الملك نا أحمد بن علي بن ثابت نا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد الجبائي ثنا أحمد بن سليمان النجاد ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ثنا هشام بن يونس ثنا المحاربي عن بكر بن حنش عن ضرار بن عمرو قال: إن قوما تركوا العلم ومجالسة أهل العلم واتخذوا محاريب فصلوا وصاموا حتى يبس جلد أحدهم على عظمه وخالفوا السنة فهلكوا فوالله الذي لا إله غيره ما عمل عامل قط على جهل إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح.

نقد مسالك الصوفية في تركهم الاشتغال بالعلم

وقد فرق كثير من الصوفية بين الشريعة والحقيقة.

وهذا جهل من قائله لأن الشريعة كلها حقائق.

فإن كانوا يريدون بذلك الرخصة والعزيمة فكلاهما شريعة.

وقد أنكر عليهم جماعة من قدمائهم في إعراضهم عن ظواهر الشرع.

وعن أبي الحسن غلام شعوانة بالبصرة يقول: سمعت أبا الحسن بن سالم يقول: جاء رجل إلى سهل بن عبد الله وبيده محبرة وكتاب فقال لسهل: جئت أن أكتب شيئا ينفعني اله له.

فقال: اكتب، إن استطعت أن تلقى الله وبيدك المحبرة والكتاب فافعل: قال يا أبا محمد أفدني فائدة.

فقال: الدنيا كلها جهل إلا ما كان علما، والعلم كله حجة إلا ما كان عملا، والعمل كله موقوف إلا ما كان منه على الكتاب والسنة.

وتقوم السنة على التقوى.

وعن سهل بن عبد

<<  <   >  >>