للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنبأنا أبو بكر البيهقي نا أبو عبد الله الحاكم قال: سمعت عبد الله بن يوسف يقول: سمعت أبا الحسن البوشنجي يقول: كانت لي قبجة طلبت بمائة درهم فحظرني ليلة غريبان فقلت للوالدة: عندك شيء لضيفي؟ قالت: لا إلا الخبز.

فذبحت القبجة وقدمتها إليهما.

قال المصنف : قد كان يمكنه أن يستقرض ثم يبيعها ويعطي فلقد فرط.

أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب قال أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت جدي يقول: دخل أبو الحسن الدراج البغدادي الري، وكان يحتاج إلى لفاف لرجله فدفع إليه رجل منديلا ديبقيا فشقه نصفين وتلفف به فقيل له: لو بعته واشتريت منه لفافا وأنفقت الباقي، فقال : أنا لا أخون المذهب.

قال المصنف: وقد كان أحمد الغزالي ببغداد فخرج إلى المحول فوقف على ناعورة تأن فرمى طيلسانه عليها فدارت فتقطع الطيلسان.

قال المصنف رجمه الله: قلت، فانظر إلى هذا الجهل والتفريط والبعد من العلم فإنه قد صح عن رسول الله أنه نهى عن إضاعة المال، ولو أن رجلا قطع دينارا صحيحا وأنفقه كان عند الفقهاء مفرطا فكيف بهذا التبذير المحرم.

ونظير هذا تمزيقهم الثياب المطروحة عند الوجد على ما سيأتي ذكره إن شاء الله ثم يدعون أن هذه الحالة لا خير في حالة تنافي الشرع.

أفتراهم عبيد نفوسهم أن أمروا أن يعلموا بآرائهم، فإن كانوا عرفوا أنهم يخالفون الشرع بفعلهم هذا ثم فعلوه إنه لعناد.

وإن كانوا لا يعرفون فلعمري إنه لجهل شديد.

أخبرنا محمد بن أبي القاسم نا حمد بن أحمد نا أبو نعيم أحمد بن عبد ربه الحافظ قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت عبد الله الرازي يقول: لما تغير الحال على أبي عثمان وقت وفاته، مزق ابنه أبو بكر قميصا كان عليه.

<<  <   >  >>