الحداد يقول: أشرف علي أبو تراب يوما وأنا على بكرة ماء ولي ستة عشر يوما ولم آكل شيئا ولم أشرب فيها ماء فقال: ما جلوسك ههنا فقلت أنا بين العلم واليقين وأنا أنظر من يغلب فأكون معه فقال سيكون لك شأن.
أخبرنا أبو بكر بن حبيب نا ابن أبي صادق ثنا ابن باكيوه نا عبد العزيز بن الفضل ثنا علي بن عبد الله العمري ثنا محمد بن فليح ثني إبراهيم بن البنا البغدادي قال: صحبت ذا النون من أخميم إلى الإسكندرية فلما كان وقت إفطاره أخرجت قرصا وملحا كان معي وقلت: هلم.
فقال لي: ملحك مدقوق.
قلت نعم.
قال لست تفلح فنظرت إلى مزوده فإذا فيه قليل سويق شعير يستف منه.
أخبرنا ابن ظفر نا ابن السراج نا عبد العزيز ابن علي الأزجي نا ابن جهضم ثنا محمد بن عيسى بن هارون الدقاق ثنا أحمد بن أنس بن أبي الحواري.
سمعت أبا سليمان يقول: الزبد بالعسل إسراف.
قال ابن جهضم وحدثنا محمد يوسف البصري قال سمعت أبا سعيد صاحب سهل يقول: بلغ أبا عبد الله الزبيري وزكريا الساجي وابن أبي أوفى أن سهل بن عبد الله يقول: أنا حجة الله على الخلق.
فاجتمعوا عنده فأقبل عليه الزبيري فقال له: بلغنا أنك قلت (أنا حجة الله على الخلق) فبماذا؟ أنبي أنت؟ أصديق أنت؟ قال سهل: لم أذهب حيث تظن ولكن إنما قلت هذا لأخذي الحلال.
فتعالوا كلكم حتى نصحح الحلال.
قالوا فأنت قد صححته؟ قال نعم.
قال وكيف؟ قال سهل: قسمت عقلي ومعرفتي وقوتي على سبعة أجزاء، فأتركه حتى يذهب منها ستة أجزاء ويبقى جزء واحد فإذا خفت أن يذهب ذلك الجزء ويتلف معه نفسي حفت أن أكون قد أعنت عليها وقتلتها دفعت إليها من البلغة ما يرد الستة الأجزاء.