للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال سمعت أبا حاتم محمد بن أحمد بن يحيى السجستاني قال سمعت أبا نصر السراج يقول: حكى لي بعض أخواني عن أبي الحسين الدراج قال: قصدت يوسف بن الحسين الرازي من بغداد فلما دخلت الري سألت عن منزله وكل من أسأله عنه يقول إيش تفعل بذلك الزنديق؟ فضيقوا صدري حتى عزمت على الانصراف، فبت تلك الليلة في مسجد ثم قلت جئت إلى هذه البلدة فلا أقل من زيارته فلم أزل أسأل عنه حتى دفعت إلى مسجده وهو قاعد في المحراب بين يديه رجل على يديه مصحف وهو يقرأ فدنوت فسلمت فرد السلام وقال: من أين؟ قلت: من بغداد قصدت زيارة الشيخ.

فقال: تحسن أن تقول شيئا؟ فقلت: نعم.

وقلت:

رأيتك تبني دائما في قطيعتيولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني

فأطبق المصحف ولم يزل يبكي حتى ابتلت لحيته وثوبه حتى رحمته من كثرة بكائه.

ثم قال لي: يا بني، تلوم أهل الري على قولهم يوسف بن الحسين زنديق، ومن وقت الصلاة هوذا أقرأ القرآن لم تقطر من عيني قطرة، وقد قامت علي القيامة بهذا البيت.

وأنبأنا عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن نا أبي قال سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: فأخرجت إلى مرو في حياة الأستاذ أبي سهل الصعلوكي وكان له قبل خروجي أيام الجمع بالغدوات مجلس درس القرآن والختمات فوجدته عند خروجي قد رفع ذلك المجلس وعقد لابن الفرعاني وفي ذلك الوقت مجلس القوال يعني المغني، فتداخلني من ذلك شيء فكنت أقول قد استبدل مجلس الختمات بمجلس القوال.

فقال لي يوما: أي شيء تقول للناس؟ فقلت: يقولون رفع مجلس القرآن ووضع مجلس القول.

فقال: من قال لأستاذه لم لم يفلح.

قال المصنف : هذه دعاة الصوفية يقولون الشيخ يسلم له حاله وما لنا أحد يسلم إليه حاله.

فإن الآدمي يرد عن مراداته بالشرع والعقل والبهائم بالسوط.

<<  <   >  >>