للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأين الفرار من سجن الله وقد حصنه بملائكة غلاظ شداد تبارك الله فما أعظم ما امتحنني به من نظري إلى هذا الغلام ما شبهت نظري إليه إلا بنار وقعت على قصب في يوم ريح فما أبقت ولا تركت ثم قال: أستغفر الله من بلاء جنته عيناي على قلبي.

لقد خفت ألا أنجو من معرته ولا أتخلص من اثمه ولو وافيت القيامة بعمل سبعين صديقا.

ثم بكى حتى كاد يقضي نحبه فسمعته يقول في بكائه يا طرف لأشغلنك بالبكاء عن النظر إلى البلاء.

المرض من شدة المحبة

ومنهم من تلاعب به المرض من شدة المحبة.

أخبرتنا شهدة الكاتبة بإسناد عن أبي حمزة الصوفي قال: كان عبد الله بن موسى من رؤساء الصوفية ووجوههم فنظر إلى غلام حسن في بعض الأسواق فبلى به وكاد يذهب عقله عليه صبابة وحبا وكان يقف كل يوم في طريقه حتى يراه إذا أقبل وإذا انصرف فطال به البلاء وأقعده عن الحركة الضنا وكان لا يقدر أن يمشي خطوة فأتيته يوما لأعوده.

فقلت يا أبا محمد ما قصتك وما هذا الأمر الذي بلغ بك ما أرى، فقال: أمور امتحنني الله بها فلم أصبر على البلاء فيها ولم يكن لي بها طاقة، ورب ذنب يستصغره الإنسان هو عند الله أعظم من كبير، وحقيق بمن تعرض للنظر الحرام أن تطول به الأسقام ثم بكى قلت ما يبكيك؟ قال أخاف أن يطول في النار شقائي فانصرفت عنه وأنا راحم له لما رأيت به من سوء الحال.

قال أبو حمزة ونظر محمد بن عبد الله بن الأشعث الدمشقي وكان من خيار

<<  <   >  >>