أخبرنا محمد قال: سألت أبا يعقوب الزيات عن مسألة في التوكل فأخرج درهما كان عنده ثم أجابني.
فأعطي التوكل حقه ثم قال: استحييت أن أجيبك وعندي شيء.
وذكر أبو نصر السراج في كتاب اللمع قال: جاء رجل إلى عبد الله بن الجلاء فسأله عن مسألة في التوكل وعنده جماعته فلم يجبه ودخل البيت فأخرج إليهم صرة فيها أربعة دوانق فقال: اشتروا بهذه شيئا.
ثم أجاب الرجل عن سؤاله.
فقيل له في ذلك فقال: استحييت من الله تعالى أن أتكلم في التوكل وعندي أربعة دوانق.
وقال سهل بن عبد الله: من طعن في الاكتساب فقد طعن على السنة ومن طعن على التوكل فقد طعن على الإيمان.
قال المصنف: قلت، قلة العلم أوجبت هذا التخطيط، ولو عرفوا ماهية التوكل لعلموا أنه ليس بينه وبين الأسباب تضاد.
وذلك أن التوكل اعتماد القلب على الوكيل وحده وذلك لا يناقض حركة البدن في التعلق بالأسباب ولا ادخار المال.
فقد قال تعالى: ﴿ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما﴾ أي قواما لأبدانكم وقال ﷺ: «نعم المال الصالح مع الرجل الصالح».
وقال ﷺ:«إنك تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس».
واعلم أن الذي أمر بالوكل أمر بأخذ الحذر، فقال: ﴿خذوا حذركم﴾ وقال: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة﴾ وقال: ﴿أن أسر بعبادي﴾ وقد ظاهر رسول الله ﷺ بين درعين وشاور طبيبين واختفى في الغار.
وقال: من يحرسني الليلة.
وأمر بغلق الباب.
وفي الصحيحين من حديث جابر أن النبي ﷺ قال:«أغلق بابك».
وقد أخبرنا أن التوكل لا ينافي الاحتراز.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي نا عبد الله بن يحيى الموصلي