للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعجب ممن يرمي ما يملكه ويأخذ ما لا يدري من أين هو وهل يحل له أخذه أم لا.

أخبرنا أبو بكر بن حبيب أبو سعد بن أبي صادق نا ابن باكويه قال: سمعت نصر بن أبي نصر العطار يقول سمعت علي بن محمد المصري قال سمعت أبا سعيد الخراز يقول: دخلت البادية مرة بغير زاد فأصابني فاقة فرأيت المرحلة من بعد فسررت بوصولي ثم فكرت في نفسي أني شكيت وأني توكلت على غيره فآليت أن لا أدخل المرحلة إلا إن حملت إليها فحفرت لنفسي في الرمل حفرة وواريت فيها جسدي فيها إلى صدري فسمعت صوتا في نصف الليل عاليا يا أهل المرحلة إن لله وليا حبس نفسه في هذا الرمل فالحقوه فجاء جماعة فأخرجوني وحملوني إلى المرحلة.

قال المصنف : قلت، لقد تنطع هذا الرجل على طبعه فأراد منه ما لم يوضع عليه لأن طبع ابن آدم أن يهش إلى ما يحب ولا لوم على العطشان إذا هش إلى الماء ولا على الجائع إذا هش إلى الطعام فكذلك كل من هش إلى محبوب له وقد كان النبي إذا قدم من سفر فلاحت له المدينة أسرع السير حبا للوطن.

ولما خرج من مكة تلفت إليها شوقا.

وكان بلال يقول: لعن الله عتبة وشيبة إذا أخرجونا من مكة ويقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةبواد وحولي إذخر وجليل

فنعوذ بالله من الإقبال على العمل بغير مقتضى العلم والعقل.

ثم حبسه نفسه عن صلاة الجماعة قبيح.

وأي شيء في هذا من التقرب إلى الله سبحانه إنما هو محض جهل.

أنبأنا ابن ناصر نا جعفر بن أحمد السراج نا عبد العزيز بن علي بن أحمد

<<  <   >  >>