وقد أبان النبي ﵊ عن العيب في الخروج عن سمت الطبع فقال للذي قال: لم أقبل أحدا من ولدي - وكان له عشرة من الولد - فقال:«أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك».
وجعل يلتفت إلى مكة لما خرج فالمطالب لما يخرج عن الشرائع وينبو عن الطباع جاهل يطالب بجهل.
وقد قنع الشرع منا أن لا نلطم خدا ولا نشق جيبا فإما دمعة سائلة وقلب حزين فلا عيب في ذلك.
التلبيس الثاني: أنهم يعملون عند موت الميت دعوة يسمونها عرسا ويغنون فيها ويرقصون ويلعبون ويقولون نفرح للميت إذ وصل إلى ربه، والتلبيس في هذا عليهم من ثلاثة أوجه أحدها أن المسنون أن يتخذ لأهل الميت طعاما لاشتغالهم بالمصيبة عن إعداد الطعام لأنفسهم وليس من السنة أن يتخذه أهل الميت ويطعمونه إلى غيرهم والأصل اتخاذ الطعام لأجل الميت.
ما أخبرنا به أبو الفتح الكروخي نا أبو عامر الأزدي وأبو بكر العورجي قال أخبرنا الجراحي ثنا المحبوبي ثنا الترمذي ثنا أحمد بن منيع وعلي بن حجر قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: لما جاء نعي جعفر فقال النبي ﷺ: «اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد جاءهم ما يشغلهم».
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
والثاني أنهم يفرحون للميت ويقولون وصل إلى ربه ولا وجه للفرح لأنا لا نتيقن أنه غفر له وما يؤمنا أن نفرح له وهو في المعذبين.
وقد قال عمر بن زر لما مات ابنه: لقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك.
أخبرنا عبد الأول نا ابن المظفر نا ابن عين ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا أبو اليماني نا شعيب عن الزهري ثني خارجة بن زيد الأنصاري عن أم العلاء قالت: لما مات عثمان بن مظعون دخل علينا رسول الله ﷺ: