للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبإسناد عن أبي القاسم بن علي بن المحسن التنوخي عن أبيه.

قال: أخبرني جماعة من أهل العلم أن بشراز رجل يعرف بابن خفيف البغدادي شيخ الصوفية هناك يجتمعون إليه ويتكلم على الخطرات والوساوس ويحضر حلقته ألوف من الناس وأنه فاره فهم حاذق.

فاستغوى الضعفاء من الناس إلى هذا المذهب قال: فمات رجل منهم من أصحابه وخلف زوجة صوفية فاجتمع النساء الصوفيات وهن خلق كثير ولم يختلط بمأتمهن غيرهن: فلما فرغوا من دفنه دخل ابن خفيف وخواص أصحابه وهم عدد كثير إلى الدار وأخذ يعزي المرأة بكلام الصوفية إلى أن قالت: قد تعزيت.

فقال لها: ههنا غير.

فقالت: لا غير.

قال: فما معنى إلزام النفوس آفات الغموم، وتعذيبها بعذاب الهموم، ولأي معنى نترك الامتزاج لتلتقي الأنوار، وتصفو الأرواح ويقع الاخلافات وتنز البركات.

قال: فقلن النساء إذا شئت.

قال فاختلط جماعة الرجال بجماعة النساء طول ليلتهم فلما كان سحر خرجوا.

قال المحسن: قوله ههنا غير أي ههنا غير موافق المذهب.

فقالت: لا غير أي ليس مخالف وقوله نترك الامتزاج كناية عن الممازجة في الوطء، وقوله لتلتقي الأنوار عندهم أن في كل جسم نورا إلهيا.

وقوله اخلافات أي يكون لكن خلف ممن مات أو غاب من أزواجكن.

قال المحسن: وهذا عندي عظيم، ولولا أن جماعة يخبروني يبعدون عن الكذب ما حكيته لعظمة عندي واستبعاد مثله أن يجري في دار الإسلام، قال: وبلغني أن هذا ومثله شاع حتى بلغ عضد الدولة فقبض على جماعة منهم وضربهم بالسياط وشرد جموعهم فكفوا.

ذم ابن عقيل للصوفية وحكايته أفعالهم: نقد مسالك الصوفية في تأويلاتهم

ولما قل علم الصوفية بالشرع فصدر منهم من الأفعال والأقوال ما لا يحل مثل ما قد ذكرنا ثم تشبه بهم من ليس منهم وتسمى باسمهم وصدر عنهم مثل ما قد حكينا وكان الصالح منهم نادرا ذمهم خلق من العلماء وعابوهم حتى عابهم مشائخهم.

وبإسناد عن عبد الملك بن زياد النصيبي قال: كنا عند مالك فذكرت

<<  <   >  >>