للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أثنى المؤرخون على عدد من ولاته، فقال المقريزي عن والي عثمان على مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح: "ومكث أميراً مدة ولاية عثمان رضي الله عنه كلها محموداً في ولايته" (١). وقد وصف بالشجاعة والجود والرفق والحلم (٢). ووصف الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري- أثر عزله عن ولاية البصرة وتعيين عبد الله بن عامر بن كريز- الوالي الجديد بقوله محلى المنبر أمام الناس: "قد جاءكم غلام كريم العمَّات والخالات والجدَّات في قريش يفيض عليكم المال فيضاً" (٣). مما يوضح شخصية أبي موسى في حرصه على الطاعة وتوطيد الأمر لمن بعده.

وكان عثمان يجمع ولاته لتقويم الوضع العام في البلاد، وخاصة في بداية الفتنة (٤).

وكان عثمان يقبل شكاوى الرعية ضد ولاته، فلما اشتكى أهل البصرة واليهم أبا موسى الأشعري عزله وعيُن عليهم عبد الله بن عامر بن كريز (٥)، وهكذا فعل مع والي الكوفة الوليد بن عقبة، وهي سياسة سبقه إليها عمر رضي الله عنهما.

وكان عثمان وثيق الصلة بولاته، يتبادل معهم الرسائل، ويتدارس شؤون الولايات ويقدم الإرشاد والرأي للولاة، ويأمرهم بموافاته في موسم الحج لمحاسبتهم والنظر في شكاوى الرعية ضدهم (٦).


(١) المقريزي: الخطط ١: ٢٩٩ وقارن بعبارة الذهبي: سير أعلام النبلاء ٣: ٣٤.
(٢) الذهبي: سير أعلام النبلاء ٣: ٢١.
(٣) خليفة: التأريخ ١٦١، والذهبي: سير أعلام النبلاء ٣: ١٩.
(٤) عمر بن شبة: تأريخ المدينة ٣: ١١٢٠، والبلاذري: فتوح البلدان ٢٢٩، والكندي: ولاة مصر ٣٨.
(٥) الطبري: تأريخ ٥: ٥٥، وابن الأثير: الكامل ٣: ٩٩.
(٦) الطبري: تأريخ ٤: ٣٩٧ - ٣٩٨ عن سيف بن عمر.

<<  <   >  >>