للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصلبة للحكم الأموي وكانت ملحمة الجمل (١) تجلي عقائدية المجتمع بشقيه (الحكومة والمعارضة) ومدى فاعلية القيم الإسلامية في توجيهه ... وتجلت من خلالها أحكام شرعية تتصل بقتال البغاة (الفتن الداخلية) وانقسمت القبائل على نفسها بين الطرفين (٢). وانتهت المعركة لصالح على رضي الله عنه، وأمر بعدم مطاردة الفارين وعدم الإجهاز على الجرحى، وعدم استحلال أموال المعارضة وأعراضها، معلنا العفو العام. ولم تنته المواجهة العسكرية مع المعارضة، فقد كان معاوية والي الشام منذ خلافة عمر رضي الله عنه يقود معارضة أقوى يدعمها جيش قوي بعدده وتدريبه الذي اكتسبه من مجابهة الجيوش البيزنطية .. وهكذا انتقل علي رضي الله عنه إلى الكوفة ليعد قواته أمام المعارضة الشامية وكانت المواجهة في صفين رهيبة كادت أن تفني رجالات القبائل وشجعانها لولا جنوح القوتين إلى التحكيم (٣) بعد رفع الشاميين


البصرة لابن شبة).
وقد بلغ عدد جيش علي رضي الله عنه في معركة الجمل عشرين ألفا. في حين بلغ جيش أصحاب الجمل ثلاثين ألفا .. مما يوحي بقعود الأكثرية الساحقة من الجيش الإسلامي عن المشاركة حيث تقدر القوات الإسلامية آنذاك بأكثر من مائتي ألف مقاتل.
(١) بلغ عدد قتلى الطرفين في التقدير المتوسط ٦٥٠٠ قتيل (راجع الأرقام في تاريخ الطبري ٤: ٥٢٩، ٥٤٥ وأنساب الأشراف ج ٢، ١ ص ٢٦٤ وخليفة بن خياط ١: ١٦٦، ١٧١).
(٢) انقسام القبائل يوضح ضعف العصبية القبلية، حيث يوجد رجال القبيلة الواحدة في المعسكرين دون مبالاة بالأواصر القبلية.
(٣) واجه (٠٠٠و١٠٠ مقاتل) مائة ألف مقاتل (من الكوفة ٠٠٠و٤٠ ومن البصرة ٠٠٠و٦٠ مقاتل) مثلهم من أهل الشام (وهذا بني على ما ذكره الإخباريون من تقديرات للجيوش بعد صفين. راجع البلاذري: أنساب الأشراف ٥: ١٣٦). أما قوات مصر فكانت دون هذه الأرقام ولم تشارك في الجمل وصفين. وبالطبع تختلف الأرقام بين المصادر، بل في المصدر الواحد

<<  <   >  >>