للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو منهج صادق إذا ما ذقته ... تخلو الحياة فليس أي مكدر

فهو الضياء لنا وفيه حياتنا ... يهدي إلى النجاح القويم الأنور

وإذا تأمل المسلم هذا الدستور الكامل وجده، يأمر بعد توحيد الله بإقامة العدل بين الناس ومساواتهم في الحقوق والواجبات، ولا تفاضل بينهم إلا بالعمل الصالح، ويحث على الاتحاد، وعدم الشقاق، ومحو الحقد والحسد من القلوب، والتمسك بهذا الدين المتين لأنه هو الدين الوحيد لجميع الناس.

قال تعالى {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (سورة الشورى).

كون هذا الكتاب الرباني أمة عظيمة، وأودع بين يديها الأمانة العظمى أمانة تبليغ الرسالة السماوية إلى الناس كافة، وإلى مشارق الأرض ومغاربها ليكونوا جديرين بعبادة الخالق المعبود.

فإذا الأمة العربية تنطلق من الصحراء بغتة، وتبرز فجأة على مسرح الحياة بعد خفاء مهين، فحملت هذا النور الرباني فبددت به ظلمات الكفر والشرك والجهل المخيم على عقول الناس.

بماذا فضل المسلمون على سائر الأمم في القديم؟ وبماذا فضل دينهم على سائر الأديان؟ فضلتم بمعجزة الدهور، وآية العصور بكتاب الله الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (سورة فصلت) فإن جعلتموه - أيها المسلمون بين أيديكم كان قائدا لكم إلى السعادة والحرية وفي الدار الآخرة إلى مغفرة من الله ورضوانه، وإن جعلتموه وراء ظهوركم رجعتم إلى الجاهلية الجهلاء وتفقدون ما بوأكم به القرآن من العزة والكرامة والسيادة والمنزلة القصوى، ويستولي عليكم الذل والخزي في الدنيا وفي الآخرة تصيرون إلى جهنم وبئس المصير.

كيف لا يكون القرآن هكذا؟ وإنه لكتاب الهدى وسفر السعادة، وقانون الفضيلة، ودستور العدالة في كل زمان ومكان.

<<  <   >  >>